الأورومتوسطي: وقف تصاعد أعداد الغرقى المهاجرين ضروري أكثر من أي وقت مضى
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الزيادة في أعداد الغرقى من المهاجرين وطالبي اللجوء هذا العام بأكثر من 14% عن العام الماضي.
وأشار المرصد الحقوقي أن هذه الأرقام تحتّم على دول الاتحاد الأوروبي تفعيل مهام الإنقاذ الرسمية فورًا للحد من الخسائر الكبيرة والمستمرة في أرواح البشر.
وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي الأربعاء إنّه وثّق ارتفاعًا مقلقًا في عدد الغرقى من المهاجرين وطالبي اللجوء في البحر المتوسط خلال العام الحالي.
إذ بلغ عدد الوفيات والمفقودين منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية أكتوبر/ تشرين أول المنصرم نحو 1,820 شخصًا في أكثر من 235 حادثة غرق.
وهذا يسجل زيادة عن العام الماضي الذي سجّل وفاة وفقدان نحو 1,585 مهاجرًا وطالب لجوء في ذات المدة.
وأكّد أنّ حوادث غرق قوارب المهاجرين وطالبي اللجوء تتجدد بشكل يومي تقريبًا.
إذ فُقد وتوفي 6 من المهاجرين وطالبي اللجوء أمس الثلاثاء بعد غرق قاربهم قبالة ساحل “رأس انجلة” في بنزرت شمالي تونس، فيما أعلنت السلطات إنقاذ 10 آخرين كانوا على متن القارب.
وقالت الباحثة لدى المرصد الأورومتوسطي “فيكتوريا تشيريتي“: “يجب أنّ تتوقف دول الاتحاد الأوروبي عن التعامل مع الغرقى من المهاجرين وطالبي اللجوء على أنّهم مجرد أرقام لا يستحقون حتى تحريك سفن لإنقاذهم وحماية أرواحهم”.
وأضافت: “لا نحتاج كثيرًا من البراهين لإثبات أنّ سرعة الاستجابة تقلّل أعداد الغرقى على نحو ملحوظ”.
وتابعت تشيريتي“: “لكنّنا نحتاج إجابات واضحة من المسؤولين في الاتحاد الأوروبي حول ما إذا كانوا يفضلّون ترك المهاجرين وطالبي اللجوء يموتون في البحر بدلًا من استقبالهم”.
ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ عدد الواصلين عبر البحر منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية أكتوبر/ تشرين أول المنصرم بلغ أكثر من 122 ألف و500 مهاجر وطالب لجوء.
وذلك يعد زيادة تجاوزت 30% عن ذات المدة من العام الماضي التي بلغ العدد فيها نحو 93 ألف مهاجر وطالب لجوء.
وأشار المرصد الدولي إلى أنّ الزيادة تعود بشكل رئيس إلى تدهور الأوضاع المعيشية في دول المنشأ بالتزامن مع تراجع الأوضاع الاقتصادية وغياب الاستقرار السياسي، على نحو تسبب بارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتراجع فرص التنمية.
إذ شكّل مجموع أعداد الواصلين من تونس ومصر ما نسبته 36% من إجمالي عدد المهاجرين وطالبي اللجوء الواصلين إلى أوروبا منذ بداية العام الجاري وحتى مطلع أكتوبر/ تشرين أول المنصرم.
واحتلت تونس المرتبة الأولى في عدد الواصلين بواقع أكثر من 30 ألف شخص، تلتها مصر بنحو 25 ألف شخص، وبنغلادش بحوالي 19 ألف شخص.
سوريا سجلت أكثر من 11 ألف شخص هاجروا من أراضيها، وحلّت أفغانستان في المرتبة الخامسة بنحو 9 آلاف و500 شخص.
وبيّن المرصد الأورومتوسطي أنّ تفعيل مهام البحث والإنقاذ الرسمية لا يسهم فقط في التعامل على نحو أكثر سرعة وفاعلية مع حوادث الغرق بل يمتد إلى تجنّب وقوع تلك الحوادث.
إذ وُثّق في عدد من الحالات تعرّض قوارب المهاجرين وطالبي اللجوء للغرق بعد وقت طويل من توجيههم نداءات استغاثة وبطء تفاعل السلطات المعنية مع الإشارة.
وفي حالات أخرى، توفي مهاجرون وطالبو لجوء في عرض البحر المتوسط بسبب الجوع والعطش والحروق الشديدة وليس الغرق.
على سبيل المثال، في سبتمبر/ أيلول 2022، تُوفي 6 مهاجرين وطالبي لجوء بينهم طفلان، وعُثر على 26 آخرين في حالة صحية خطيرة بسبب نفاد الوقود والغذاء والماء من القارب حيث كانوا يحاولون الوصول إلى إيطاليا، ولم يتلقوا المساعدة سوى بعد وقت طويل.
ودعا المرصد الأورومتوسطي الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء ولا سيما إيطاليا واليونان وقبرص ومالطا إلى تفعيل مهام الإنقاذ الرسمية.
هذا وطالب المرصد بتسيير دوريات بحرية دائمة تغطّي مسارات الهجرة المعروفة لضمان سرعة الاستجابة لحوادث الغرق، والتعامل العاجل مع إشارات الاستغاثة من القوارب التي تتقطع بها السبل في مياه المتوسط.
وحث المرصد الأورومتوسطي دول المنشأ على تشديد إجراءاتها فيما يتعلق بمحاربة عصابات تهريب البشر، وبذل كل الجهود الممكنة من أجل وقف استغلال المهاجرين وطالبي اللجوء والمغامرة في أرواحهم.
ودعا المرصد الحقوقي إلى التعاون في ذات الوقت مع دول المقصد لاستحداث مسارات وبرامج هجرة ولجوء آمنة وقانونية.