مؤتمر كوب 28 يشهد تقدمًا هامًا في مكافحة تغير المناخ وتعزيز التعاون الدولي
قمة المناخ كوب 28 في دبي شهدت ختامها بعد 14 يومًا من المفاوضات، وقد تم التوافق على اتفاق تاريخي يعترف لأول مرة بضرورة التحول عن الاعتماد على الوقود الأحفوري. يعتبر هذا الاتفاق خطوة هامة في مكافحة تغير المناخ، وقد أشاد به البعض باعتباره قمة “تاريخية”.
تم خلال المؤتمر العالمي اتفاق حول “التحول عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة”، وهو تطور مهم يعكس الاعتراف بأن الوقود الأحفوري يشكل تهديدًا للمناخ والبيئة. وعلى الرغم من أن هذا التوافق يُعتبر خطوة إيجابية، إلا أنه لا يتركز بشكل كافٍ على التخلص التدريجي السريع والعادل من الوقود الأحفوري.
بعد عقود من النضال والدعوات، تم التوصل أخيرًا إلى اتفاق بشأن إنشاء صندوق يُعنى بتعويض المجتمعات المتضررة من آثار تغير المناخ والظواهر الجوية القاسية. منذ اعتماد مؤتمر كوب 27 على تشكيل الصندوق، استغرق العام الماضي للتفاوض حول كيفية إدارته وتمويله. وفي مؤتمر كوب 28، تم التركيز على هذه المسألة، لكن التمويل الحالي المعلن من قِبَل بعض الدول غير كافٍ لجعل الصندوق فعالاً، حيث يحتاج إلى مليارات الدولارات، وتم التعهد حتى الآن بمئات الملايين فقط.
بناءً على مبدأ “الملوِّث يدفع”، الذي ينص على أنه يجب على الدول الكبرى المسببة لانبعاثات غازات الدفيئة تحمل مسؤولية التعامل مع الأضرار المناخية التي تسببت فيها، فإننا ندعو جميع الدول المتقدمة والدول القادرة، بما في ذلك الدول الغنية بالنفط، إلى زيادة تبرعاتها المالية بشكل كبير. وعلى سبيل المثال، تعهدت الولايات المتحدة، التي تعتبر أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة في التاريخ، بمبلغ 17.5 مليون دولار فقط.
لا تزال هناك تساؤلات حول كيفية إدارة الصندوق من قِبَل البنك الدولي، الذي تم تكليفه بالإشراف عليه. ونحن ندعو البنك الدولي لاعتماد نهج يُراعى فيه حقوق الإنسان، لضمان مشاركة المجتمعات المتضررة والمجتمع المدني بشكل فعال في عمل الصندوق واتخاذ القرارات المتعلقة بالتمويل. ونطالب بتوجيه التمويل المباشر إلى المجتمعات المتضررة، وتوفير الدعم على شكل منح مالية بدلاً من قروض، لتجنب زيادة ديون الدول النامية.
هل كانت الإمارات العربية المتحدة مضيفة ناجحة لهذه القمة؟
لم يكن من المتوقع أبدًا أن تستضيف الإمارات العربية المتحدة، البلد الذي يعتبر دولة نفطية ذات نظام حاكعت، قمة حول التغير المناخي. ومع ذلك، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة استضافت قمة مهمة بشأن التغير المناخي في عام 2023، والتي تعرف باسم “قمة الأمم المتحدة للنظر في التغير المناخي” (COP 28). تمت هذه القمة في أبوظبي، وهي العاصمة الإماراتية.
تهدف هذه القمة إلى تعزيز التعاون الدولي والتحرك العالمي في مجال التغير المناخي، وتحفيز الدول على اتخاذ إجراءات أكثر فعالية للتخفيف من تأثيرات التغير المناخي والتكيف معها. يشارك في القمة ممثلون عن الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني للعمل سويًا في مكافحة التغير المناخي.