أمين عام الأمم المتحدة: سياسات المناخ الحالية تنذر بكارثة
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن بالغ القلق بشأن موقف العالم من المناخ، منبها إلى أن البلدان بعيدة عن المسار الصحيح للوفاء بالوعود والالتزامات المتعلقة بالعمل المناخي.
وعقد الأمين العام مؤتمرا صحفيا بمقر المنظمة في نيويورك الخميس، مباشرة عقب لقائه بمجموعة من قادة المجتمع المدني المعنيين بالمناخ من جميع أنحاء العالم.
وحذر الأمين العام من تقويض أجندة المناخ وتزايد الفجوات في العمل المناخي في وقت ينبغي فيه تسريع العمل.
ولفت الانتباه إلى أن السياسات الحالية ستؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة العالم بمقدار 2.8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة. الأمر الذي قال إنه ينذر بكارثة.
ولكن برغم ذلك، قال الأمين العام إن الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية لا يزال ممكنا. لكنه سيتطلب خفض انبعاثات الكربون بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030. وأكد أن وقت الاستيقاظ والنهوض قد حان.
لقاء الأمين العام مع قادة المجتمع المدني اليوم جاء قبل انعقاد قمة أهداف التنمية المستدامة وقمة الطموح المناخي في أيلول/سبتمبر ومؤتمر الأطراف الثامن والعشرين المعني بتغير المناخ المقرر انعقاده في دولة الإمارات العربية المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال الأمين العام إنه أكد خلال مناقشاته مع قادة المجتمع المدني اليوم أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به وأنه لا ينبغي علينا أن نظل مكتوفي الأيدي:
“الآن يجب أن يكون وقت الطموح والعمل. إنني أتطلع إلى الترحيب بالفاعلين والمبتكرين في قمة طموح المناخ في أيلول/سبتمبر. العالم يراقب – والكوكب لا يمكنه الانتظار”.
وللمساعدة في الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، أوضح الأمين العام أنه اقترح ميثاق تضامن معنيا بالمناخ لحث جميع الدول الكبرى المسؤولة عن انبعاثات الغازات على بذل جهود إضافية لخفضها؛ ودعم الدول الأكثر ثراء للاقتصادات الناشئة في سبيل القيام بذلك.
وقال إن البلدان المتقدمة يتعين عليها العمل للوصول بالانبعاثات إلى مستوى الصفر بحلول عام 2040، والاقتصادات الناشئة بحلول 2050.
وشدد الأمين العام على أن المشكلة لا تكمن في انبعاثات الوقود الأحفوري، بل في الوقود الأحفوري نفسه.
وأكد الأمين العام أن حل هذه المشكلة واضح:”يجب على العالم التخلص بصورة تدريجية من الوقود الأحفوري بطريقة عادلة ومنصفة، وتعزيز الاستثمار في الانتقال إلى الطاقة المتجددة”.
وقال الأمين العام إنه يدرك أن الانتقال إلى الطاقة النظيفة لن يحدث بين عشية وضحاها، مشيرا إلى أن خطط الانتقال هي على وجه التحديد لتوفير خارطة طريق لعملية منظمة تضمن القدرة على تحمل التكاليف والوصول وأمن الطاقة.
ودعا جميع شركات الوقود الأحفوري إلى تقديم خطط انتقالية جديدة ذات مصداقية شاملة ومفصلة – بما يتماشى تماما مع توصيات فريق الخبراء رفيع المستوى الخاص المعني بالتعهدات الصفرية الصافية.
وكان الأمين العام قد أنشأ، في 31 آذار/مارس 2022، فريق خبراء رفيع المستوى معنيا بالتزامات الكيانات غير الحكومية بتحقيق صافي الانبعاثات الصفري – بما في ذلك الشركات والمستثمرون والمدن والمناطق – وتسريع تنفيذها.
أما بالنسبة للمؤسسات المالية التي بدأت بالفعل عملية التحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة، فقد وجه لها الأمين العام رسالة أمل وتشجيع خاصة: “لا تلينوا في مواجهة الهجمات على التقدم في عملية الانتقال. أنتم تفعلون الشيء الصحيح. استمروا في التقدم”.