أمنستي تدين الهجمات المتكررة للجيش الإسرائيلي على المسجد الأقصى في شهر رمضان
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – تُداهم القوات الإسرائيلية الأقصى بانتظام خلال شهر رمضان. فقد أدى هجوم في 2021 إلى إصابة ما لا يقل عن 170 فلسطينيًا وأثار احتجاجات واسعة النطاق.
وفي أعقاب مداهمة الأقصى الأولى، اندلعت الاحتجاجات في عدة مدن وبلدات فلسطينية داخل إسرائيل.
وشنت القوات الإسرائيلية غارات جوية على قطاع غزة يومي الأربعاء والخميس، ردًا على صواريخ أُطلقت على إسرائيل.
اقتحمت قوات الأمن الإسرائيلية المسجد الأقصى وباحاته حوالي الساعة 10:30 مساء ليلة الأربعاء، بعد وقت قصير من صلاة العشاء.
وقامت عناصر الجيش بإطلاق قنابل الصوت واستخدمت أعقاب البنادق لضرب الفلسطينيين المعتكفين في المسجد لإحياء شهر رمضان المبارك.
قالت منظمة العفو الدولية إنَّ الهجوم الليلي الثاني على التوالي على المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى في القدس يوضح الوحشية المطلقة لنظام الفصل العنصري (أبارتهايد) الإسرائيلي.
وخلال الهجوم الأول الذي وقع ليلة الثلاثاء، اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية ما لا يقل عن 450 فلسطينيًا، لا يزال نحو 50 منهم رهن الاحتجاز.
وكان العديد ممن أُطلق سراحهم حُفاة وظهرت عليهم علامات التعرض للضرب المبرح وآثار الكدمات بشكل واضح عندما أطلق سراحهم من مركز احتجاز عطروت الأربعاء.
وأبلغ محامٍ كان في مكان الحادث منظمة العفو الدولية أنَّ العديد من المحتجزين، بمن فيهم الأطفال، تعرضوا للاستجواب والضرب أثناء احتجازهم.
كما سمعت منظمة العفو الدولية من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني كيف منعت القوات الإسرائيلية، خلال هجوم ليلة الثلاثاء، المسعفين من الوصول إلى الجرحى داخل المسجد، وذلك بإطلاق الرصاص المطاطي على سيارات الإسعاف.
وقالت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: “تُظهر هذه الهجمات المنظمة المدى الذي بلغته السلطات الإسرائيلية للحفاظ على نظام الفصل العنصري القاسي الذي تفرضه”.
وأضافت مرايف: “تُظهر لقطات صادمة من اليومين الماضيين قوات الأمن الإسرائيلية وهي تضرب الرجال والنساء والأطفال، وتجرهم إلى خارج المسجد الذي اعتكفوا فيه لقضاء الليل في الصلاة والتعبد السلميين”.
وتابعت ممثلة العفو الدولية بقولها: “مرة أخرى، أظهرت قوات الأمن الإسرائيلية للعالم كيف يتجلى نظام الفصل العنصري”.
وأردفت: “لقد أخضعت قوات الأمن الإسرائيلية المصلين الفلسطينيين حتى الآن لليلتين متتاليتين من الرعب، وحولت أحد أقدس المواقع في الإسلام إلى مسرح جريمة”.
واستطردت هبة مرايف بقولها: “نحث المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات فورية لحماية الفلسطينيين من القمع العنيف، ومحاسبة السلطات الإسرائيلية على جرائمها ضد القانون الدولي”.
وأكدت قائلة: “إنَّ الإفلات من العقاب على هذه الهجمات الصادمة ضد الأشخاص أثناء الصلاة لن يؤدي إلا إلى تأجيج المزيد من العنف”.
وفي ظل الذعر الذي يعيشه العديد من الفلسطينيين في أعقاب أعمال العنف التي وقعت ليلة الثلاثاء، كان عدد المصلين في الأقصى أقل بكثير يوم الأربعاء.
ومرة أخرى، أمرت قوات الأمن الإسرائيلية المصلين أولًا بالمغادرة، قبل اقتحام المسجد وإطلاق قنابل الصوت وضرب الناس.
ولا يزال نحو خمسين فلسطينيًا محتجزين بعد المداهمة الأولى ليلة الثلاثاء. ويُحظر على المفرج عنهم دخول البلدة القديمة في القدس، بما فيها المسجد الأقصى، لمدة أسبوع.