المرصد الأورومتوسطي: اختطاف مسؤول حكومي في ليبيا يعكس هشاشة سلطة الدولة
أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه العميق إزاء اختطاف مسلحين رئيس ديوان الحكومة الليبية “رضا فرج الفريطيس” وزميله “محمد الغرابي” في العاصمة طرابلس.
وحذر المرصد من خطورة الانفلات الأمني على وجود وسلطة المؤسسات الرسمية في البلاد.
وقال المرصد الأورومتوسطي ومقرّه جنيف في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، إنّ مسلّحين مجهولين اختطفوا مساء الإثنين 2 أغسطس/آب 2021 “الفريطيس” و”الغرابي” في منطقة الظهرة بالعاصمة الليبية طرابلس واقتادوهما لجهة غير معلومة، ولم يُعرف مصيرهما أو مكان إخفائهما حتى اليوم.
وكان “الفريطيس” وصل من بنغازي إلى العاصمة طرابلس قبل حادثة الاختطاف بثلاثة أيام، حيث كان في مهمة عمل رسمية قبل أن يتعرّض للإخفاء القسري.
وفي إفادة لفريق المرصد الأورومتوسطي، قال “ناصر الفريطيس”، شقيق رئيس ديوان الحكومة المختطف: “انقطع التواصل بيننا وبين شقيقي رضا في حوالي الساعة السابعة من مساء يوم الإثنين 2 أغسطس/آب، حينما كان يتواجد بمنطقة الظهرة بالقرب من مقر إقامته بفندق المهاري وسط العاصمة طرابلس”.
وأضاف “الفريطيس”: “أبلغنا على الفور الجهات الرسمية بتعذّر التواصل مع رضا، وأبلغتنا بدورها أنها ستقوم بمتابعة الأمر”.
وأضاف “لا نملك أيّ معلومات عن الجهة الخاطفة أو أسباب الاختطاف أو الحالة الصحية لشقيقي رضا. نتواصل بشكل دائم مع الجهات الرسمية، ولم تصلنا منها سوى تطمينات بوجود مساعٍ لإطلاق سراح شقيقي دون تفاصيل أخرى عن حالته أو مصيره”.
وذكر المرصد الأورومتوسطي أنّ الحكومة الليبية تتحمل مسؤولية توفير الأمن للأفراد والموظفين والمسؤولين الحكوميين بخلاف توجهاتهم السياسية، منتقدًا التقصير الحكومي الواضح في توفير الحماية لـ”الفريطيس” تبعًا لصفته الرسمية.
وأشار إلى أنّ الحادثة تدل على هشاشة الوضع الأمني في العاصمة طرابلس، والنفوذ الواسع الذي تتمتع به الميليشيات المسلحة على الأرض، وهو ما قد يؤثر على سير المرحلة الانتقالية الهشة في البلاد، ويعيق الترتيبات الرامية للوصول إلى الانتخابات العامة المزمع عقدها في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ولفت الأورومتوسطي إلى أنّ ليبيا تشهد منذ سنوات اضطرابات أمنية ونزاع داخلي مسلح أدّى إلى مقتل الآلاف وأسهم في تعطيل منظومة العدالة، إذ سُجلت مئات حوادث التصفية الجسدية والإخفاء القسري لنشطاء مدنيين ومدافعين عن حقوق الإنسان.
ومن أبرز تلك الحوادث اختطاف النائب في البرلمان “سهام سرقيوة” في 17 تمّوز/يوليو من عام 2019 على يد قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، وإخفائها قسريًا حتى اليوم لمجرد انتقادها الهجوم الذي شنّته قوات حفتر على العاصمة طرابلس في أبريل/ نيسان 2019.
وبيّن المرصد الأورومتوسطي أنّ تكرار حوادث الاختطاف يمسّ بحقوق الأفراد المتعلقة بالسلامة الجسدية والحرية الشخصية، وقد يؤدي إلى تهديد النسيج المجتمعي في حال لم تتخذ الحكومة الليبية إجراءات رادعة لصون حقوق الأفراد وتوفير الأمن وحماية السلم المجتمعي.
وشدد على ضرورة اضطلاع الحكومة بمسؤولياتها في الكشف عن المعلومات المتعلقة بحادثة اختطاف “الفريطيس” والعمل على الإفراج عنه، وتقديم الجناة إلى العدالة لضمان سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان وكرامته.
وطالب المرصد الأورومتوسطي الحكومة الليبية بضرورة بذل كل الجهود الممكنة لمحاربة ظاهرة الاختطاف والإخفاء القسري في البلاد.
وطالب المرصد أيضاً بتوفير الحماية اللازمة للأفراد والمسؤولين الحكوميين، وإنهاء تغوّل الميليشيات المسلحة التي تهدد أمن وحقوق الليبيين.
اقرأ أيضاً: بعد عقد من احالة الوضع في ليبيا إلى “المحكمة الجنائية الدولية” مازالت العدالة غائبة