تقرير حقوقي يرصد أثار خطاب الكراهية على مواقع التواصل الإجتماعي
أصدرت مؤسسة سكاي لاين الدولية تقريرا رصدت فيه خطاب الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي وأثاره على أرض الواقع.
وعرضت المؤسسة في تقريرها أمثلة لعدة دول يمارس فيها هذا الخطاب ثم طرحت عدة آليات لمواجهته.
قالت سكاي لاين في تقريرها: “إن اعتماد الأفراد على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار أدى إلى ظهور مصطلح الإعلام الجديد أو البديل والذي يعني استقاء الأفراد الأخبار والأحداث اليومية من مصادر بديلة عن الصحف أو القنوات التلفزيونية”.
هذا الأمر فتح المجال أمام أفراد وجماعات لاستغلال هذا الفضاء الواسع لنشر خطاب الكراهية والتحريض على العنف بشكل مدروس ومنظم وفي كثير من الأحيان عشوائي يقوم على أسس تحقق أهداف ومصالح الجهات التي تقوم بنشر تلك الأخبار والخطابات لأغراض سياسية واجتماعية متعددة.
ورغـم أن مواقع التواصـل الاجتمـاعي لعـبت دوراً أساسيًا فـي التفاعـل مـع الآخرين والتغيير الإيجابي والاســتفادة مــن تجــارب وخبــرات الآخرون، فــإن التأثير الســلبي بــدأ يظهر دوره فــي مواقــع التواصــل الاجتماعي شيئا فشيئا لاسيما في نشر الثقافـات السيئة وبـث الكراهية والطائفية والنزاعـات المجتمعية القائمة على التفريق العنصري والديني وغيرها من الأمور السلبية.
ينتشر خطاب الكراهية في المجتمعات غير المستقرة التي تعاني من انقسامات، إضافة للدول المستقبلة للاجئين والمهاجرين. أدت موجات اللجوء والهجرة المتكررة إلى تصاعد خطاب الكراهية ضدهم، حيث يستغل عشرات المستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي كأحد أهم المنصات الرئيسية في توجيه رسائل معادية للمهاجرين واللاجئين.
تلعب الحكومات ورجال السياسة أيضًا دورًا في تنامي خطاب الكراهية عبر استخدامه من قبل أولئك السياسيين في الانتخابات من خلال التحريض على اللاجئين كوسيلة سهلة لتقديم حلول للمشاكل المعقدة مثل البطالة، وإسناد المشكلات المعيشية في ضعف فرص العمل وتراجع الأداء الاقتصادي للمهاجرين واللاجئين، الأمر الذي أدى –ولا زال- إلى تصاعد دعوات ترحيلهم.
أكدت مؤسسة “سكاي لاين” الدولية لحقوق الإنسان في نهاية تقريرها على أن تصاعد خطاب الكراهية بين أفراد المجتمع الواحد أو حتى بشكل دولي كما رأيناه في الدول المستضيفة للاجئين والمهاجرين أمر مقلق وله تبعات خطيرة لا يمكن إغفالها.
وأكدت سكاي لاين أن العديد من المهام الأساسية تقع على عاتق الدول بدءًا من إعداد خطط مدروسة وبرامج تدريبية واضحة تتناسب مع كافة الأعمار والتي يجب أن تسعى من خلالها للتعريف بحرية الرأي والتعبير ومحدداته ومخاطر خطاب الكراهية وكيفية مواجهته.
يبقى الدور الرئيسي على مواقع التواصل الاجتماعي في تحديد سياساتها الصارمة تجاه ما يبث عبر منصاتها من ضرورة تفعيل الرقابة الحقيقية على المحتويات التي تشجع على نشر الكراهية مع مراعاة حماية حقوق الأشخاص بالتعبير عن آرائهم.
وينبغي أيضاً قصر إجراءات تلك المواقع تجاه الأفكار التي تحمل دعوة على ممارسة العنف بأحد أشكاله أو المحتوى الذي يحمل إهانات عنصرية وألفاظ تهاجم أي فرد من الأفراد.
اقرأ أيضاً: دور مواقع التواصل الاجتماعي خلال ثورات الربيع العربي بعد مرور عقد على انطلاقها