“العفو الدولية”: وراء ستار تحولات السعودية واقع قمعي قاس يطال كل منتقد
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – قالت منظمة العفو الدولية إن وراء التحول الذي شهده المجتمع السعودي واقعٌ موازٍ يتمثّل بالقمع القاسي المستمر يطال كل منتقد أو من يعبر عن رأيه بسلمية.
وذكرت المنظمة أن القمع يستهدف عشرات المدافعين عن حقوق الإنسان، ونشطاء/ات سلميين وصحفيين، ورجال دين، لتعبيرهم السلمي عن آرائهم.
وأشارت إلى أن هذا التحول المذهل والعميق يأتي لتحسين صورة السعودية على المستوى الدولي، إثر سجلها الحقوقي الأسود.
وأطلقت عريضة للمطالبة بإلغاء قرارات منع السفر التعسفية في السعودية ضد النشطاء، والمدافعين عن حقوق الإنسان، وأفراد عائلاتهم.
وحملت العريضة شعار (أنهوا قرارات منع سفر النشطاء والناشطات في السعودية)، مضيفة: “طالِبوا بإلغاء قرارات منع السفر الآن”.
وتحتجز السلطات السعودية تعسفيًا 35 ناشطًا، عقب الحكمَ بسجنهم لفتراتٍ طويلةٍ وبمنع السفر، وببعض الحالات لمجرد التغريد عن الإصلاح السياسي.
لكن حتى بعد أن قضى بعض هؤلاء الأشخاص مدة عقوبتهم، فإنهم ما زالوا غير أحرار.
وقالت “أمنستي” إن “عليهم العيش تحت نير قرارات منع سفرٍ مطولٍ مفروضةٍ كجزءٍ من عقوبتهم، ممنوعين من مغادرة السعودية، لمددٍ تتراوح بين 5 و20 عامًا”.
كمت اتهمت الحكومة السعودية برفع وتيرة القمع الممنهج للحقوق وحظر حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها.
وقالت المنظمة في تقريرها لعام 2021، إن المحكمة الجزائية المتخصصة أصدرت أحكامًا مشددة بالسجن على أشخاص إثر نشاطهم الحقوقي والإدلاء بآرائهم.
وبينت أن من بين المحتجزين تعسفيًا أو مقاضاتهم أو الحكم عليهم، مدافعون عن حقوق الإنسان وآخرون انتقدوا الحكومة ونشطاء سياسيين في السعودية.
وذكرت المنظمة أن نساء مدافعات عن حقوق الإنسان تعرضن لقرارات قضائية تشمل حظر السفر عقب الإفراج عنهن من السجن بشروط.
وكشفت عن لجوء المحاكم لفرض عقوبة الإعدام، وإعدام أشخاص لارتكابهم مجموعة جرائم واسعة. وبحسب التقرير، بقي العمال الأجانب عرضة لإساءة المعاملة والاستغلال بموجب نظام الكفالة.
وأشار إلى أنه جرى احتُجاز عشرات آلاف الأشخاص تعسفيًا، وتم ترحيلهم في وقت لاحق.
واتهمت السعودية وسلطات السجون بانتهاك الحق في الصحة لمعتقلي الرأي الذين سُجنوا إثر محاكمات بالغة الجور.
ودشن مغردون وسم #اجرم_نظام، تنديدًا بجرائم ولي عهد السعودية محمد بن سلمان ضد خصومه ومنتقديه في البلد الخليجي، وآخرها إعدام 81شخصًا بتهم زائفة.
وأبرزت الحملة الالكترونية جملة انتهاكات لولي العهد المتهور، وجرائمه على مدار 5 سنوات من حكمه وتوليه ولاية العهد في المملكة.
وأكد هؤلاء في تغريداتهم على أن هذه الأفعال محاولة مستمرة منه لتثبيت أركان حكمه على حساب المواطنين السعوديين وحقوقهم.
وعبروا عن غضبهم الشديد من تنفيذ أكبر حملة إعدامات في تاريخ السعودية بيوم واحد، وطالت 81 شخصًا.
فقد كتبت “جاكلين القحطاني”: “#أجرم_نظام النظام السعودي الذي يعمل على تصفية القضية الفلسطينية!! في خيانة عظمى للقدس والمقدسات، والذي لن يتردد أيضاً في بيع الحرمين ل الصهاينه”.
وعلق الناشط صقر عسير: “النظام الذي يكون على رأسه #سفاح_الدرعيه بطل #مجزرة_السبت بحق #معتقلي_الرأي و شباب حراك #القطيف السلمي فعلاً هو #أجرم_نظام عالمي”.
وغرد حساب فتى الجنوب الثائر: “#أجرم_نظام يحصل على عضوية #لجنة_القانون_التجاري_الدولي فاقد الشيء لا يعطيه!!”.
وقال: ”نظام لا يؤمن فالقانون الدولي ولا فالتشريعات السماوية في جميع المجالات! كيف تمنحوه العضوية!!!!؟”.
وأعلنت السعودية عن تنفيذ أكبر عملية إعدام بتاريخها لقرابة 81 شخصا، اتهمتهم بأنهم “ممّن اعتنقوا الفكر الضال ومناهج ومعتقدات منحرفة”.
وذكرت الداخلية السعودية أنها “قبضت على العناصر الإجرامية بعد تلطخ أيديهم بدماء الأبرياء، وتلوثت أفكارهم وأفعالهم بالخيانة لهذا الوطن”.
وقالت إنهم “كفروا بنعمة الله، واستبدلوها بالضلال والإجرام”، وفق زعم البيان. لكن ادعت الداخلية السعودية أن “التحقيق أسفر عن توجيه الاتهام إليهم بارتكاب جرائم”.
وبينت أنه وبإحالتهم للمحكمة المختصة وتمكينهم من الضمانات والحقوق كافة، صدر بحقهم صكوك تقضي بثبوت إدانتهم بما نسب إليهم.
وأطلق البيان على المعدومين وصف “فئات مجرمة ضلَّت طريق الحق، واستبدلت به الأهواء، واتبعت خطوات الشيطان، فاعتنقت فكرا ضال ومناهج ومعتقدات منحرفة.
لكن ذكر أنها “ذات الولاءات الخارجية التي باعت نفسها ووطنها خدمة لأجندات الأطراف المعادية، وبايعتها على الفساد والضلال”.
وقال البيان إن “هؤلاء أقدموا بأفعالها الإرهابية المختلفة على استباحة الدماء المعصومة حتى طال إجرامهم لينالوا من آبائهم وأمهاتهم، وانتهاك الحرمات المعلومة من الدين بالضرورة”.
وأضاف: “واستهداف دور العبادة وعدد من المقار الحكومية والأماكن الحيوية التي يقوم عليها اقتصاد البلاد، والترصد لعدد من المسؤولين والوافدين واستهدافهم”.
وتابع البيان: “الترصد لرجال الأمن وقتلهم والتمثيل ببعضهم، وزرع الألغام، وارتكاب جرائم خطف وتعذيب واغتصاب والسطو بالسلاح والقنابل اليدوية”.
وأشار إلى أنه بين التهم “تهريب الأسلحة والذخائر والقنابل للمملكة وزعزعة الأمن، وزرع الفتن والقلاقل، وإحداث الشغب والفوضى”.
لكن اتهمهم بالخروج لمناطق الصراعات وتنفيذ مخططات تنظيم (داعش) و(القاعدة) و(الحوثي)، وتنظيمات أخرى معادية للمملكة، والعمل معها استخباراتيًا.
يذكر أن هذه أكبر عملية تنفيذ إعدامات تنفذها السعودية دفعة واحدة منذ سنوات، ما دفع لاطلاق وسم #اجرم_نظام
إذ نفذت عام 2016 إعدامات لنحو 47 شخصا أبرزهم رجل الدين الشيعي “نمر النمر”، بيد أن رقم 81 الأعلى في تاريخ المملكة الحديث.
وأعدمت الرياض في أبريل 2019، 37 رجلا بعملية إعدام جماعية، بينهم شخصان كانا طفلين وقت ارتكاب جرائمهما.
وتصنف السعودية رائدة على مستوى العالم في مجال عقوبة الإعدام.