مجلس الأمن يبحث التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – قالت روز ماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام إن من المشجع أن تظل العلاقة بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية قوية، على الرغم من تعرض تعددية الأطراف لضغط كبير خلال السنوات الأخيرة.
جاء ذلك خلال جلسة رفيعة المستوى عقدها مجلس الأمن الدولي أمس الخميس لبحث التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية استعرضت خلالها ديكارلو تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن التعاون بين الهيئتين.
وأكد التقرير على أن التعاون بين الجانبين- مثلما هو الحال مع المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية الأخرى- يعزز الأمن الجماعي، بما يتفق مع الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة. وتطرق التقرير إلى مجالات التعاون والمشاركة بين الأمم المتحدة والجامعة العربية في جميع أنحاء المنطقة.
وسلطت ديكارلو الضوء على الوضع في السودان، مشددة على ضرورة أن تلتزم الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار.
وأشادت بدور جامعة الدول العربية، وكذلك الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية الدولية (إيقاد)، وشركاء السودان الآخرين، لجهودهم في دعم السلام في السودان.
وقالت ديكارلو إن المنطقة العربية وبرغم التحديات الملحة التي تواجهها فيما يتعلق بالسلام والأمن والتنمية وتغير المناخ، إلا أنها تمتلك أيضا إمكانات هائلة، وأضافت قائلة: “نواصل تشجيع الدول الأعضاء على الانخراط مع الشباب العربي والاستثمار فيه”.
وقالت إن الأمم المتحدة دعمت الجامعة العربية- في وقت سابق من هذا العام- في تطوير استراتيجية إقليمية عربية معنية بالشباب والسلام والأمن.
“تضمن الاستراتيجية عملية استشارية مكّنت من سماع أصوات أكثر من 300 شاب من 13 دولة، وتحقيق مستوى من التواصل والمشاركة العامة كان يبدو غير ممكن حتى لوقت قريب”.
من جانبه، قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إن المنطقة العربية ورغم جسامة التحديات التي تواجهها إلا أنها تظل شريكا فاعلا ورئيسيا في منظومة العمل متعدد الأطراف في جهود صون السلم والأمن الدوليين.
وأوضح أن الجامعة تولي أهمية للشراكة الاستراتيجية مع مجلس الأمن، مشددا على أهمية التفاعل بين المجلس والجامعة لدعم الأمن والسلم في الشرق الأوسط، أملا في أن تتحول المنطقة من منطقة نزاعات وأزمات إلى منطقة أمن واستقرار تتمتع شعوبها بما تستحقه من السلام والرخاء والازدهار.
وتطرق أبو الغيط إلى الأوضاع التي تمر بها بعض بلدان المنطقة ومن بينها الأرض الفلسطينية المحتلة والسودان وسوريا واليمن وليبيا.
وحذر من أن أخطر ما يعاني منه الشعب الفلسطيني اليوم هو حالة فقدان الأمل والثقة في قدرة المجتمع الدولي على تحريك عملية التسوية السياسية، داعيا إلى إعادة الاعتبار لحل الدولتين “باعتباره الحل الوحيد”.
أما بشأن الوضع في السودان، فقال السيد أبو الغيط إن الجامعة العربية تتحرك بفعالية في إطار من التنسيق مع المنظمات الإقليمية الأخرى- وبالذات الاتحاد الأفريقي- لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في الوقف الكامل للعمليات العسكرية سعيا لتحقيق الاستقرار في البلاد ومن ثم استعادة عملية سياسية تلبي طموحات الشعب السوداني.
كما أعرب عن أمله في أن تمثل عودة سوريا إلى الجامعة العربية خطوة مهمة نحو معالجة أزمتها الممتدة.
كما استمع المجلس إلى إحاطة من الدكتورة أمنية العمراني مبعوثة الشباب لرئيس مؤتمر الأطراف السابع والعشرين حول تغير المناخ، والتي قالت إن أكثر من 60 في المائة من سكان المنطقة العربية هم من الشباب الذين تقل أعمارهم عن الثلاثين مما يجعلها واحدة من أكثر المناطق شبابا في العالم.
كما تعتبر المنطقة العربية واحدة من أكثر المناطق تعرضا للأزمات الإنسانية والبيئية والصحية مما يؤثر على مناحي الحياة المختلفة وجودة التعليم وتوفير العمل اللائق وزيادة معدلات البطالة وخاصة بين أوساط الشباب، الأمر الذي يزيد من التحديات التي يواجهها غالبية الشباب العرب.
ولكن على الرغم من كل هذه التحديات، تؤكد العمراني أن الشباب العربي يحاول جاهدا مواجهة مثل هذه التحديات العالمية بالعمل والابتكار والمثابرة للوصول لعالم يسوده السلام والأمن للأجيال المستقبلية.
وقالت إن بلدها، مصر، قدم مثالا يحتذى به في اتخاذ إجراءات ملموسة للاستماع إلى الشباب، وتمكينهم، بالإضافة إلى الاستفادة من دورهم والتأكيد على أهمية المساواة بين الأجيال.
وأضافت: “شاركت مصر في إعداد قرار مجلس حقوق الإنسان الدولي بشأن الشباب وحقوق الإنسان. واستضافت أربع دورات لمنتدى شباب العالم، وهو أحد أكبر منصات حوار الشباب العالمية”.
وعلى المستوى الإقليمي، قالت العمراني إن جامعة الدول العربية تعمل على تمكين الشباب من أجل توظيف طاقاتهم لتنفيذ أجندة الشباب والسلم والأمن، بالإضافة إلى التصدي للتحديات المشتركة التي تواجه الشباب في المنطقة العربية.
من ناحية أخرى، من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل- ولأول مرة- جلسة رفيعة المستوى حول الأخوة الإنسانية، حسبما أعلن السيد خليفة شاهين المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة الذي تترأس بلاده مجلس الأمن لهذا الشهر.
يشار إلى أن مدينة أبوظبي كانت قد شهدت في شباط/فبراير 2019 التوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية خلال لقاء جمع البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب.
وتمثّل الوثيقة إعلانا مشتركا يحث على السلام بين الناس في العالم.