سكاي لاين: تجاهل الرئيس الأمريكي لقضيتي “أبو عاقلة” و “خاشقجي” مخيب للآمال
طالبت منظمة سكاي لاين الدولية لحقوق الإنسان، الرئيس الأميركي “جو بايدن” وإدارته، بإجراءات جدية لضمان تحقيق العدالة والمساءلة في قضايا قتل الصحفيين.
وطالبت بالعمل على الإفراج عن المعتقلين منهم في البلدان التي شملتها زيارته لمنطقة الشرق الأوسط خلال الأيام الماضية.
وعبرت المنظمة في بيانٍ صدر عنها اليوم السبت، عن أسفها لتجاهل الرئيس الأميركي “جو بايدن” قضيتي قتل الصحفية الفلسطينية التي تحمل الجنسية الأميركية “شيرين أبو عاقلة” والكاتب الصحفي السعودي “جمال خاشقجي“، إلى جانب وجود نحو 46 صحفيا في سجون إسرائيل والسعودية اللتان شملتهما زيارته للمنطقة.
وأشارت سكاي لاين إلى أن الرئيس الأميركي وصل في 13 يوليو/تموز الجاري، إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية في زيارة رسمية جاءت بعد مضي شهرين على مقتل الصحفية “شيرين أبو عاقلة” في إطلاق نار من الجيش الإسرائيلي استهدفها في جنين شمال الضفة الغربية.
ونبّهت إلى أن “بايدن” تجاهل طلب عائلة أبو عاقلة اللقاء به خلال زيارته في تأكيد لموقف إدارته الذي اكتفى بتصدير بيانات ذات صيغة فضفاضة حول مقتلها دون اتخاذ فتح تحقيق جنائي والقيام بواجبها لإنصاف الصحفية التي تحمل الجنسية الأمريكية.
وذكّرت بالنتائج المخيبة للآمال التي أعلنتها وزارة الخارجية الأمريكية في 4 يوليو/تموز 2022، عندما ادعت أن تحقيقات الجانب الأمريكي في مقتل الصحفية “شيرين أبو عاقلة” لم تتوصل إلى معرفة الجهة التي وراء الجريمة بعد فحص المقذوف الذي استهدفها.
وشدت على أن موقف إدارة “بايدن” من مقتل الصحفية “أبو عاقلة” مخيب للآمال ويتسم بالازدواجية، ويعكس إرادة رسمية لحماية إسرائيل من المساءلة من جريمة مروعة بما يحرم مواطنة أميركية من حقها في العدالة والإنصاف.
وأشارت سكاي لاين إلى أن الرئيس الأميركي مثلما تجاهل قضية مقتل الصحفية أبو عاقلة خلال زيارته إلى إسرائيل، تجاهل خلال زيارته في 15 يوليو/تموز الجاري المملكة العربية السعودية، جريمة اغتيال الصحفي والكاتب السعودي “جمال خاشقجي” الذي قُتل عام 2018 في ظروف مروعة داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، حيث كان الصحفي المقيم في تركيا، علمًا أنه يكتب بانتظام في الصحيفة الأمريكية اليومية واشنطن بوست.
وأضافت بأن “بايدن” تراجع عن تعهده السابق إبان حملته الانتخابية بتحويل المملكة الى دولة “منبوذة” على خلفية جرمية القتل المروعة التي تعرض لها “خاشقجي”، والتقى ولي العهد السعودي “محمد بن سليمان”، الذي خلصت تقارير الاستخبارات الأميركية في حينه إلى أنه المشتبه به في إصدار أمر اغتيال الصحفي “خاشقجي”.
وذكّرت بأن “بايدن” قرر – بعد أسابيع قليلة من استلام مهامه الرئاسية – رفع السرية عن تقرير لوكالة المخابرات المركزية بشأن اغتيال “جمال خاشقجي”، وهو التقرير الذي أشار إلى ضلوع “محمد بن سلمان” في الجريمة، حيث جاء في الوثيقة “توصلنا إلى استنتاج مفاده أن ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان صادق على عملية في اسطنبول بتركيا لاعتقال أو قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي”.
وشددت على أن تصريحات “بايدن” بعد لقائه ولي العهد السعودي، غير كافية وتمثل صك غفران عن جريمة مروعة، ويمكن أن تشجع على اقتراف المزيد من الجرائم ضد الصحفيين.
وعبرت المنظمة الحقوقية عن أسفها لمقايضة حقوق العدالة والحريات بالمصالح السياسية، حيث تشير مصادر متعددة إلى أن واشنطن تسعى إلى اقناع السعودية -أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم- لزيادة إنتاج النفط لخفض أسعار المحروقات المرتفعة على خلفية الحرب في أوكرانيا، مقابل تجاهل مواقف الديمقراطيين التي بدت صارمة ولو شكليا من قضية مقتل “خاشقجي” في السنوات السابقة.
ونوّهت إلى أن “بايدن” الذي رافقه وتابع زيارته مئات الصحفيين، تجاهل وجود 16 صحفيا معتقلا في إسرائيل و28 آخرين في السعودية، كان من المأمول أن تُطرح قضيتهم على الطاولة تكريسا لحرية الصحافة ورفضًا لقمع الحريات.
واختتمت سكاي لاين بيانها بالتأكيد على ضرورة عدم مقايضة الحقوق الأساسية بالمصالحة السياسية، مطالبة إدارة “بايدن” باستدراك مواقفها ودعم فتح تحقيق دولي يضمن العدالة للصحفية “أبو عاقلة”، وكذلك إجراءات فعالة لضمان عدم الإفلات من العقاب في قضيتها وقضية الكاتب السعودي “جمال خاشقجي”.