أمين عام الأمم المتحدة يدعو إلى إبرام اتفاق سلام مع الطبيعة في مؤتمر التنوع البيولوجي
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – دعا الأمين العام للأمم المتحدة، إلى إبرام اتفاق سلام مع الطبيعة وأن نورث أطفالنا عالما أفضل، وأكثر اخضرارا، وأكثر زرقة، واستدامة.
جاء ذلك خلال حديثه اليوم الثلاثاء في مؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي (COP15) المنعقد في مدينة مونتريال الكندية.
وقال الأمين العام إن هذا المؤتمر يدور حول المهمة الملحة لصنع السلام لأننا اليوم غير متناغمين مع الطبيعة. وأشار إلى أن إزالة الغابات والتصحر يؤديان إلى خلق أراضٍ قاحلة من نظم إيكولوجية كانت مزدهرة ذات يوم.
وقال غوتيريش: “أرضنا ومياهنا وهوائنا مسمومة بالمواد الكيميائية والمبيدات الحشرية ومخنوقة بالبلاستيك”.
وأضاف: “أدى إدماننا للوقود الأحفوري إلى جعل مناخنا في حالة من الفوضى – من موجات الحر وحرائق الغابات، إلى المجتمعات التي عطشت بسبب الحرارة والجفاف، أو التي غمرتها المياه ودمرت بسبب الفيضانات المرعبة”.
ويعقد المؤتمر الخامس عشر للأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي في الفترة من 7 إلى 19 كانون الأول/ديسمبر. وسيشهد المؤتمر اعتماد إطار التنوع البيولوجي العالمي.
ويوفر الإطار رؤية استراتيجية وخارطة طريق عالمية للحفظ والحماية والاستعادة والإدارة المستدامة للتنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية للعقد القادم.
وأوضح الأمين العام أن مؤتمر الأطراف الخامس عشر يمثل فرصتنا لوقف عربدة الدمار هذه، وللانتقال من الخلاف إلى الانسجام.
وأشار إلى ثلاث إجراءات ملموسة في سبيل إبرام ميثاق سلام مع الطبيعة.
أولا: يجب على الحكومات وضع خطط عمل وطنية جريئة عبر جميع الوزارات، من المالية والغذاء إلى الطاقة والبنية التحتية.
خطط تعيد تقديم الإعانات والإعفاءات الضريبية بعيدا عن الأنشطة المدمرة للطبيعة نحو حلول خضراء مثل الطاقة المتجددة، والحد من البلاستيك، وإنتاج الغذاء الصديق للطبيعة، واستخراج الموارد المستدامة.
ثانيا: يجب على القطاع الخاص أن يدرك أن الربح والحماية ينبغي أن يسيرا جنبا إلى جنب.
في اقتصاداتنا المعولمة، تعتمد الشركات والمستثمرون على هدايا الطبيعة من جميع أنحاء العالم. من مصلحتها وضع الحماية أولا.
وهذا يعني أن الصناعة الغذائية والزراعية تتجه نحو الإنتاج المستدام والوسائل الطبيعية للتلقيح ومكافحة الآفات والتسميد.
ثالثا: يجب على الدول المتقدمة أن تقدم دعما ماليا جريئا لبلدان الجنوب العالمي كحماة للثروة الطبيعية لعالمنا. لا يمكننا أن نتوقع من البلدان النامية أن تتحمل العبء بمفردها.
يجب على المؤسسات المالية الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف مواءمة محافظها مع حفظ التنوع البيولوجي واستخدامه المستدام.
لقد أعطتنا هذه البيئات الطبيعية الكثير. حان الوقت لرد الجميل، وفقا للأمين العام.
وحذر الأمين العام من أن الإنتاج والاستهلاك غير المستدامين يؤديان إلى زيادة الانبعاثات بشكل كبير، مما يؤدي إلى تدهور أرضنا وبحرنا وجونا.
وقال غوتيريش في ختام حديثه: “اليوم، تدهور ثلث مجموع الأراضي، مما يجعل من الصعب إطعام السكان المتزاي عددهم. النباتات والثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك واللافقاريات – كلها معرضة للخطر. مليون نوع يتأرجح على حافة هاوية (الانقراض)”.
واختتم قائلاً: “يؤدي تدهور المحيطات إلى تسريع تدمير الشعاب المرجانية التي تحافظ على الحياة والنظم الإيكولوجية البحرية الأخرى – ويؤثر بشكل مباشر على المجتمعات التي تعتمد على المحيطات في كسب عيشها”.