“الصليب الأحمر” تحذر من كارثة في شمال شرق سوريا بسبب نقص المياه وتردي النظام الصحي
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الملايين يواجهون نقصاً في المياه والخدمات الصحية المعطلة في مناطق شمال شرقي سوريا، بينما يحاولون التأقلم مع ظروف القتال والبنية التحتية المدمرة ونقص الخدمات الأساسية الحيوية، ناهيك عن أزمة مرض (كوفيد 19) العالمية التي ضربت سوريا أيضاً.
ويقول رئيس مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الحسكة، كريم محمد، في تقرير أصدرته اللجنة إن عواقب القتال ونقص المياه والغذاء والأدوية ونقص الكهرباء والانكماش الاقتصادي وفقدان الوظائف وارتفاع الأسعار تشكل مصدر قلق مثل فيروس كورونا، إن لم يكن أكثر.
وركز تقرير الصليب الأحمر الدولي على مشكلة نقص المياه التي تعتبر أحد الشواغل الرئيسية للسكان المدنيين في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة. في إشارة لاحتياج كبير لدعم قطاع المياه وإجراء إصلاحات عاجلة وإتاحة المعدات اللازمة لمعالجة المياه وتزويد المخيمات بالمياه النظيفة.
ويعطل نقص المياه المتقطعة الحياة اليومية ويضعف قدرة السكان على اتخاذ احتياطات النظافة الأساسية للوقاية من عدوى فيروس (كورونا)، وفقاً للصليب الأحمر الدولي.
وبخصوص محطة مياه علوك، التي شهدت تكراراً متعمداً من قبل الجيش التركي، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن المحطة هي المصدر الوحيد لمياه الشرب لحوالي 800 ألف شخص، بالإضافة إلى كونها المصدر الرئيسي لنقل المياه بالشاحنات لمخيمات الهول والعريشة والتوينة.
أما في المجال الصحي، فأوضح الصليب الأحمر الدولي أن معظم المرافق الصحية إما معطلة أو تعمل بطاقة جزئية، إذ يعمل مستشفى واحد فقط بكامل طاقته من أصل 16 مستشفى، وثمانية مستشفيات تعمل بقدرة جزئية، وسبعة لا تعمل على الإطلاق، وفقاً لنظام مراقبة الموارد الصحية المتاحة في شمال شرقي سوريا.
ولا تصل أي منطقة في شمال شرقي سوريا إلى حد الطوارئ وهو عشرة أسرة في المستشفى لكل عشرة آلاف شخص، فيما تشكل مراكز ومخيمات النازحين عبئاً إضافيًا على النظام الصحي الضعيف بالفعل، وفقاً للصليب الأحمر الدولي.
وفي المخيمات، التي يشكل الأطفال ثلثي سكانها، أكد الصليب الأحمر الدولي أن الاحتياجات الطبية لا تزال كبيرة، بما في ذلك رعاية صحة الأم والطفل، وطب الأطفال، والجراحة، والصحة العقلية وإعادة التأهيل البدني.
وأوضح الفريق الطبي للصليب الأحمر الدولي الذي استقبل أكثر من 2670 طفلاً في هذه المخيمات، أن هؤلاء الأطفال تعرضوا بشكل كبير للعديد من المخاطر الصحية بما في ذلك الإسهال وسوء التغذية والإصابات البدنية.
كما أشار الصليب الأحمر الدولي إلى أن مناطق شمال شرقي سوريا تواصل استضافة آلاف النازحين الذين فروا من المناطق المتضررة من جراء الأعمال العدائية في إشارة إلى معاناة هؤلاء النازحين من نقص المواد الغذائية ناهيك عن تضررهم بسبب زيادة الأسعار.
لذلك قال المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والمتوسط، في الصليب الأحمر في جنيف، فابريزيو كاربوني، إن خطر تفاقم الأزمات العميقة في شمال شرقي سوريا مخفية، بينما ينصب اهتمام العالم على فيروس كورونا، داعياً المجتمع الدولي والجهات الإنسانية الفاعلة والجهات المانحة لمواجهة هذه الأزمة دون إغفال الاحتياجات المزمنة المرتبطة بالنزاع في أماكن مثل شمال شرقي سوريا.