اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين
بينما نحتفل باليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في 02 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ينعي مركز الخليج لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 20 صحفياً في أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذين قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفتهم بينما كانوا يعملون أو في منازلهم. لقد أصيب عدد أكبر بكثير أو أصبحوا في عداد المفقودين. نحن ندعو إلى وضع حد للهجمات على الصحفيين في كل مكان، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف الصحفيين أو المباني الإعلامية، سواء أثناء الحرب أو غيرها.
من بين الدول التي يغطيها مركز الخليج لحقوق الإنسان، في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أفاد مركز الخليج لحقوق الإنسان أن الصحفي عصام عبد الله، الذي كان يعمل لدى رويترز، قُتل بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت مجموعة من الصحفيين في بلدة علما الشعب الواقعة في جنوب لبنان. أصيب ستة صحفيين آخرين. أظهر الصحفيون بشكل بارز لافتات تشير إلى أنهم صحفيون، بالإضافة إلى ارتداء الخوذات والسترات الصحفية، وكانوا يمارسون عملهم الصحفي بعيدا عن أي تجمعات عسكرية.
ذكرت لجنة حماية الصحفيين أنه بالإضافة إلى عبد الله، تأكد مقتل ما لا يقل عن 20 صحفياً فلسطينياً نتيجة للحرب الأخيرة. إن من المرجح ألا تكون هناك أي مساءلة عن قتلهم.
أفادت جماعات حرية الصحافة الفلسطينية والدولية أن ما لا يقل عن 26 صحفياً فلسطينياً تأكد مقتلهم نتيجة للحرب الأخيرة في أقل من شهرٍ واحد. لقد أصيب العديد من الأشخاص الآخرين أو فُقدوا، وقُتل أفراد من عائلاتهم. بحلول الوقت الذي ننشر فيه هذا التقرير، سيكون المزيد من الصحفيين وأفراد أسرهم قد قُتلوا إذا لم يتوقف القصف. من المرجح ألا تكون هناك أي مساءلة عن عمليات قتلهم.
من بين آخر الصحفيين الفلسطينيين الذين قُتلوا الأسبوع الماضي هي الصحفية دعاء شرف، وهي أم شابة قُتلت مع طفلها عبيدة البالغ من العمر 15 شهراً فقط عندما قصفت غارات جوية إسرائيلية منزلها وسط قطاع غزة في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2023. كانت شرف مقدمة برامج في إذاعة صوت الأقصى منذ يناير/كانون الثاني 2015.
تحتفل اليونسكو، يشاركها في ذلك مركز الخليج لحقوق الإنسان، باليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب كل سنة للفت الانتباه إلى انعدام المساءلة عن الاعتداءات على الصحفيين. سيكون موضوع هذا العام هو حول العنف ضد الصحفيين، نزاهة الانتخابات، ودور الرأي العام في القيادة.
من خلال عمله في مشروعٍ خلال عامي 2021 و2022 بتمويلٍ من صندوق الدفاع العالمي عن وسائل الإعلام التابع لليونسكو، نشر مركز الخليج لحقوق الإنسان تقريراً حول “التحديات التي تواجه الصحفيين والصحفيات في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” والذي يتضمن تقريرين عن الهجمات على الصحفيين الفلسطينيين، نُشرا في وقت سابق من هذا العام.
عندما نشرنا التحقيقات الخاصة بهذا المشروع، قالت منسقة حماية الصحفيين في مركز الخليج لحقوق الإنسان، زينب الخواجة: “أثناء العمل في هذا المشروع، شعرت بالذهول من حجم ما يتعين على زملائي على الأرض مواجهته والتغلب عليه، وكنت خائفة للغاية عليهم.” يصدق هذا الشعور بشكل أكبر اليوم.
من خلال المشروع الممول من قبل صندوق الدفاع العالمي عن وسائل الإعلام، قام مركز الخليج لحقوق الإنسان بتمكين عددٍ من الصحفيين للتحقيق بأنواعٍ مختلفة من الانتهاكات التي تؤثر على قدرة الصحفي في العمل، بما في ذلك صحفي فلسطيني أصيب برصاصة في عينه، وكاد أن يفقد حياته، وقضية صحفي سوري مختفي ربما يكون قد قُتل. بالإضافة إلى ذلك، قدمنا تحقيقات في حالات الصحفيات اللاتي يتعرضن للاعتداء والمضايقة في العراق وفلسطين، بما في ذلك من خلال استخدام الصور عبر الإنترنت، مما يجعلهن يرغبن في ترك عملهن. كما نشرنا تحقيقاً في المغرب حول سجن الصحفيين بتهم باطلة، وتحقيقاً في لبنان حول استخدام المحاكم العسكرية لمحاكمة الصحفيين.
تم إجراء تحقيقين حول التهديدات التي يتعرض لها الصحفيون في فلسطين، والتي كانت بالفعل واحدة من أخطر الأماكن للعمل الصحفي. قُتل صحفيون فلسطينيون، بمن فيهم شيرين أبو عاقلة، التي قُتلت برصاص قوات الدفاع الإسرائيلية في 11 مايو/أيار 2022، وغفران وراسنة، التي أصيبت بالرصاص أثناء تغطيتها المصورة في 01 يونيو/حزيران 2022، دون عقاب.