سكاي لاين: استمرار الصراع وغياب الرقابة الدولية ساهم في تدهور أوضاع الصحفيينفي اليمن
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – عبرت منظمة سكاي لاين الدولية لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ من تصاعد الانتهاكات المرتكبة من قبل أطراف الصراع المختلفة ضد الصحفيين في اليمن.
وأكدت المنظمة على أن تلك الممارسات ساهمت في تدهور أوضاع الصحفيين بشكل خطير وأدت لعزوف العشرات منهم عن أداء مهنتهم خوفًا من الملاحقة والاعتداء.
ودعت المنظمة في بيان صدر عنها، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ذات الصلة، التدخل العاجل والضغط على كافة أطراف الصراع.
وشددت المنظمة في بيانها على وقف انتهاكات الجهات المتصارعة المستمرة ضد الصحفيين في ظل الأرقام المقُلقة التي تظهر تصاعدًا مستمرًا في تلك الانتهاكات.
وأشارت “سكاي لاين” في بيانها إلى ما رصدته من أرقام مقلقة حول الانتهاكات التي تعرض –ولا زال- لها الصحفيين.
حيث تم توثيق حالات تصفية وقتل الصحفيين في اليمن بلغت 45 حالة منذ العام 2014 حتى الربع الثالث من العام 2022. حيث قالت نقابة الصحفيين اليمنيين بأن جماعة الحوثي قتلت 17 صحفياً من هؤلاء.
في المقابل، أدت الغارات الجوية التي قام بها التحالف العربي بقيادة السعودية إلى مقتل 14 صحفياً. كما تم تسجيل 12 حالة قتل للصحفيين ضد مجهول، فيما قتلت جماعات إرهابية صحفيين اثنين.
وفي نفس الفترة، تجاوزت حالات استهداف الصحفيين والاخفاء القسري لهم والاعتقال والاحتجاز التعسفي والتعذيب 1465 حالة.
كما تم إغلاق قرابة 150 وسيلة إعلامية ومكاتب إعلامية خارجية، معظمها في مناطق سيطرة جماعة الحوثي لتركز العمل الصحفي والإعلامي فيها قبل سيطرة الجماعة عليها.
وذكرت المنظمة الحقوقية بأن عدة تقارير حقوقية محلية ودولية أفادت بأن جماعة الحوثي ما زالت تعتقل 10 صحفيين، يواجه أربعة منهم أحكاماً بالإعدام.
وفشلت الجهود المحلية ومساعي المنظمات الدولية في الإفراج عن الصحفيين المعتقلين أو منحهم حقوقهم المدنية بالسماح لعائلاتهم بالاتصال بهم أو تلقيهم الرعاية الطبية.
أما على صعيد الصحف فقد أظهرت الأرقام التي استطاعت “سكاي لاين” الحصول عليها تراجع في أعداد تلك الصحف في مناطق سيطرة جماعة الحوثي حيث بلغ عدد الصحف الرسمية والأهلية والحزبية والخاصة عام 2013 نحو 295 إصدار.
وتتنوع هذه الإصدارات بين اليومية والأسبوعية والشهرية. وبحلول عام 2022، لم يعد في صنعاء سوى ست صحف، وكلّ هذه الصحف تابعة وموالية لجماعة الحوثي.
في المقابل، يعد المشهد الإعلامي في مناطق الحكومة الشرعية مقبولاً بالمقارنة بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، خصوصاً في محافظة عدن.
وبحسب نقابة الصحفيين اليمنيين، فقد بلغ عدد الصحف الرسمية والأهلية والمواقع الصحفية الالكترونية العاملة في المحافظة 35 صحيفة وموقعاً إلكترونيا تأسس معظمها بعد عام 2015.
أكدت “سكاي لاين” من جانبها على أن ما ترصده من ممارسات ضد الصحفيين والإعلاميين اليمنيين يعكس بصورة واضحة إتباع أطراف الصراع أسلوب التهديد والاعتداء، لثني أولئك الأشخاص عن ممارسة عملهم.
وشددت في نفس الوقت على أن تلك الممارسات تنتهك بشكل خطير قواعد القانون الدولي وفي مقدمتها، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
بالإضافة إلى إتفاقيات جنيف وغيرها من القواعد التي كفلت للأشخاص حرية نقل المعلومات ونشرها وتغطية الأخبار دون تقييد أو ملاحقة.
واختتمت سكاي لاين الدولية بيانها بدعوة جميع أطراف الصراع لوقف انتهاكاتها غير المبررة والعمل على تمكين الصحفيين والإعلاميين من ممارسة مهامهم ودورهم الوظيفي دون تقييد أو ملاحقة.
وشددت على وجوب تحرك المقرر الخاص بحالة حقوق الإنسان في اليمن وممارسة الضغط الحقيقي على تلك الأطراف لضمان احترام قواعد القانون الدولي التي أوجبت لتلك الفئات الحماية والحرية الكاملة في ممارسة عملها.