الصحة العالمية تحث الجميع على قبول الخيارات الصعبة إذا ما أردنا التغلب على كوفيد-19
قال مدير عام منظمة الصحة العالمية د. تيدروس أدهانوم غيبريسوس يوم الاثنين إن جائحة كوفيد-19 التي أصابت ما يقرب من 16 مليون شخص هي أسوأ حالة طوارئ صحية عالمية واجهتها منظمة الصحة العالمية.
ويصادف يوم الخميس من هذا الشهر، سادس شهر على إعلان منظمة الصحة العالمية أن كوفيد-19 “حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا”.
هذه هي المرة السادسة التي يتم فيها الإعلان عن حالة طوارئ صحية عالمية بموجب اللوائح الصحية الدولية، ولكن يمكن القول “إنها الأكثر خطورة “، بحسب ما صرح به الدكتور تيدروس خلال مؤتمر صحفي من المقر منظمة الصحة العالمية في جنيف.
وكما هو منصوص عليه في اللوائح الصحية الدولية، سيعقد مدير منظمة الصحة العالمية لجنة طوارئ مرة أخرى في وقت لاحق من هذا الأسبوع لإعادة تقييم مسار الجائحة وتقديم المشورة وفقا للنتائج الجديدة.
وذكّر د. تيدروس بأنه عندما أعلن عن “حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا” في 30 كانون الثاني/يناير الماضي- وهو أعلى مستوى من القلق في القانون الدولي – “كان هناك أقل من 100 حالة خارج الصين، ولم يكن هناك حالات وفاة”.
في غضون ذلك، واصلت وتيرة الجائحة تسارعها حول العالم. وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية يوم الاثنين، تسبب فيروس كوفيد-19 في مقتل أكثر من 640،016 شخصا حول العالم منذ نهاية كانون الأول/ ديسمبر.
ومشيرا إلى كمبوديا ونيوزيلندا ورواندا وتايلاند وفيتنام وجزر في المحيط الهادئ ومنطقة البحر الكاريبي على أنها أماكن منعت تفشي المرض على نطاق واسع من خلال احترام تدابير الحد من انتقال العدوى “بعناية وثبات”، أشاد مدير منظمة الصحة العالمية بكندا والصين وألمانيا وجمهورية كوريا التي سيطرت على تفشي المرض الكبير فيها.
وفي هذا السياق قال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية، د. مايكل راين، إن البلدان التي طبقت تدابير المكافحة قد قمعت الفيروس. ولكن عندما تم رفع تدابير قمع الفيروس هذه، عاد الفيروس. ما هو واضح تابع راين أن “الضغط على الفيروس يخفض الأرقام بنجاح، وتخفيف الضغط على الفيروس يرفع الأرقام مجددا”.
نحن نفهم “أنه لا توجد دولة في العالم مرّت بظروف حظر تريد العودة إلى تلك المرحلة بحسب الدكتور راين الذي أشار إلى عواقب اقتصادية ونتائج أخرى كبيرة.ودعا إلى فهم ديناميكيات الانتقال وأن نكون دقيقين جدًا في فهم المرض، لأن ذلك سيساعدنا على أن تكون دقيقين جدا في استجابتنا.
وأوضح قائلا “كما هو الحال في الجراحة، إذا فكرتم في الأشخاص الذين خضعوا لجراحة في الدماغ، غالبا ما يستخدم الجراحون المجاهر حتى يتمكنوا من العمل في الواقع بمستوى أدق بكثير”.
“لقد رأينا زيادات كبيرة في عدد الأشخاص الذين نجوا من جراحة الدماغ لأننا دقيقون للغاية في الجراحة التي يمكننا إجراؤها.”
وحث الحكومات في كل مكان على اعتماد نهج أكثر تركيزا لوقف انتقال الفيروس التاجي إذا ما كانت ترغب في تجنب الاضطرار إلى فرض عمليات إغلاق شاملة مرة أخرى.
الأمر الذي أكد عليه أيضا الدكتور تيدروس قائلا إن الإصرار على إيقاف الفيروس في مساراته هو أمر أساسي لإنهاء انتقاله، إلى جانب استعدادنا لاتخاذ “خيارات صعبة لحماية أنفسنا وبعضنا البعض”.
وأضاف: “على الرغم من أن عالمنا قد تغير، إلا أن الركائز الأساسية للاستجابة لم تتغير، ألا وهي: القيادة السياسية، وإعلام المجتمعات وإشراكها والاستماع إليها”.
كما لم تتغير التدابير الأساسية اللازمة لقمع الانتقال وإنقاذ الأرواح، ألا وهي: “العثور على الحالات وعزلها واختبارها والعناية بها؛ وتتبع وعزل من كانوا على اتصال بها.”
مكررا النصيحة الناتجة عن الأدلة والتي تفيد بأنه ليس هناك إجراء صحي واحد يكفي للتغلب على كوفيد-19، دعا مدير الصحة العالمية الناس إلى “الالتزام بالابتعاد الجسدي، وتنظيف اليدين، تجنب المناطق المزدحمة والمغلقة، وارتداء قناع الوجه في الأماكن التي توصي بذلك”، قائلا “حيث يتم اتباع هذه التدابير، ينخفض عدد الحالات. عندما لا تتبع هذه التدابير، يرتفع عدد الحالات”.
من جانبها أكدت الدكتورة ماريا فان كيرخوف، من منظمة الصحة العالمية أنه بالإضافة إلى ارتداء الأقنعة كل يوم، فإن “الوضع الطبيعي الجديد” في العالم يعني معرفة مكان الفيروس “كل يوم، حيث نعيش، نعمل، حيث نريد السفر. سيكون هذا جزءا من كيفية المضي قدما وإيجاد التوازن بين إبقاء انتقال الفيروس منخفضا واستئناف الأنشطة العادية”.
كما سلّطت الدكتورة فان كيرخوف، المسؤولة عن الجانب التقني في الاستجابة لكوفيد-19 في برنامج الطوارئ الصحية لمنظمة الصحة العالمية، الضوء على تأثير هذه التدابير على الصحة العقلية على الأفراد والأسر والمجتمعات.
وقالت: “هذا أمر صعب للغاية، بغض النظر عن مكاننا”، مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية أصدرت نصائح على موقعها على الإنترنت تهدف إلى مساعدة الناس على التأقلم إذا شعروا بالضغط.
وأضافت “الكل يمر بهذا الأمر وأعتقد أنه من المهم أن نجد طرقا مختلفة للتحدث عنه مع بعضنا البعض، سواء كان ذلك داخل عائلتنا أو مع أحبائنا، مع كبار السن الذين يتم عزلهم، أو يتم فصلهم عن الأسرة، أو مع أطفالنا”.