توثيق حقوقي لمضايقات تواجهها الصحافيات في اليمن وتونس والأراضي الفلسطينية
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الصحافيات في كل من اليمن وتونس والأراضي الفلسطينية ينفردن بمواجهة اعتداءات ومضايقات على خلفية عملهن الصحافي، دونًا عن زملائهن الذكور.
وذكر المرصد الأورومتوسطي في تقرير جديد أطلقه بعنوان “ليست مهنتكِ” بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أنه إلى جانب الانتهاكات والمتاعب المترتبة على العمل في مهنة الصحافة، والتي يواجهها الصحافيون بشكل عام.
فإن الصحافيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يواجهن مضايقات إضافية تعرقل جهودهن وتحول دون أدائهن لعملهن بشكل طبيعي، وتدفعهن في كثير من الأحيان إلى التخلي عن مهنة الصحافة من أجل تفادي التعرض لها.
وأضاف الأورومتوسطي في تقريره الذي استند إلى مقابلات شخصية وإفادات من صحافيات عاملات في كلٍّ من اليمن وتونس والأراضي الفلسطينية أن تلك المضايقات عادةً ما تُمارس ضد الصحافيات لسبب رئيسٍ؛ وهو كونهن نساء.
وأضاف أنه رغم انخفاض عدد الصحافيات اللواتي يجري اعتقالهن مقارنة بعدد الصحافيين الذكور، إلا أنه في الحقيقة لا يعدّ منخفضًا، كون أعداد الصحافيات المسجلات في اليمن يعد أقل بكثير من الصحافيين.
إذ يبلغ عدد الصحافيات المسجلات والمنضمات إلى نقابة الصحافيين اليمنيين نحو 170 من أصل 1,500 صحافي، أي بنسبة 11% فقط من إجمالي عدد الصحافيين المنتسبين للنقابة.
هذا بالإضافة إلى الفرص المحدودة المقدمة لهن والرقابة الذاتية المضاعفة التي يواجهنها بسبب الضغوطات الثقافية والمجتمعية.
وذكر التقرير أن من أبرز الانتهاكات التي تتعرض لها الصحافيات في اليمن هي القيود والعوائق التي حدت من حرية المرأة، بما في ذلك الحق في التنقل والعمل.
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الأمم المتحدة وأجسامها ذات العلاقة إلى إنشاء آليات محاسبة مستقلة للتحقيق في ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات الممنهجة ضد الصحافيات في كل من اليمن وتونس والأراضي الفلسطينية.
وطالب المرصد إلى ضمان تحقيق العدالة لهن وحماية حقهن في حرية التعبير عن الرأي والعمل الصحافي.
كما طالبها بالعمل مع شركات التواصل الاجتماعي لتطوير آليات تبليغ فعالة ومخصصة لمساعدة الصحافيات في التبليغ عن حالات التهديد والترهيب والابتزاز التي يتعرضن لها على خلفية عملهن الصحافي.
وطالب الأورومتوسطي السلطات اليمنية بإنهاء القيود التعسفية وغير المبررة على حقوق المرأة في البلاد، بما في ذلك الحق في العمل الصحافي وحرية التنقل وحرية التعبير عن الرأي.
ودعا المرصد إلى التعاون مع الصحافيات وتسهيل عملهن الصحافي، والتوقف عن حجب المعلومات عنهن وعرقلة جهودهن.
وأوصى السلطات التونسية إلى احترام الحق في حرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة، ووقف حملة التحريض ضد الصحافيات والمدونات.
وناشد المرصد الحقوقي بالالتزام بالدستور التونسي والقوانين الوطنية الناظمة للعمل الصحفي، والمواثيق الدولية.
ودعا إلى إصدار قوانين واضحة وعقوبات للتنمر الالكتروني والاعتداءات المتكررة ضد الصحافيات، وزيادة الرقابة على حملات التشهير وفرض عقوبات صارمة على مرتكبيها.
وطالب السلطات الإسرائيلية بالالتزام بمسؤولياتها كسلطات قائمة بالاحتلال، والتوقف عن استهداف وملاحقة واعتقال وتهديد الصحافيات والتحقيق معهن بشكل عشوائي على المعابر والحواجز العسكرية بسبب نشاطهن الصحافي.
كما دعا السلطة الفلسطينية والسلطات الحاكمة في غزة إلى إنهاء القيود المفروضة على الحق في حرية الرأي والتعبير.
وطالب المرصد بضمان ممارسة الصحافيين لعملهم بحرية، والحد من كافة الممارسات التي من شأنها عرقلة العمل الصحافي أو فرض الصحافيين رقابة ذاتية على عملهم.