السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم.. و30 مليوناً يفتقرون للمساعدات
بات السودان بات يشهد أكبر أزمة نزوح في العالم، بعد عامين من الحرب المدمرة التي أشعلتها الصراعات الداخلية المسلحة، وأسفرت عن نزوح نحو 12 مليون شخص، من بينهم أكثر من 3.8 مليون عبروا الحدود إلى الدول المجاورة، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
ووفق بيان صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش؛ فإن أكثر من 30 مليون سوداني باتوا بحاجة ماسة إلى الدعم الإنساني، منهم 25 مليوناً يعانون من الجوع الحاد، أي أكثر من نصف السكان، في ظل انهيار الخدمات الأساسية وانعدام الأمن الغذائي والصحي والتعليمي، وغياب آفاق الحل السياسي.
وأشار البيان إلى أن الصراع أدى إلى تدمير واسع في البنى التحتية، وتوقف ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن العمل في المناطق الأكثر تضرراً، إلى جانب حرمان ملايين الأطفال من حقهم في التعليم، ما يشكل انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية، خاصة اتفاقية حقوق الطفل والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ورغم إيصال الأمم المتحدة وشركائها المساعدات إلى نحو 15.6 مليون شخص خلال العام الماضي، إلا أن غوتيريش شدد على أن “الاحتياجات لا تزال هائلة”، مطالبا بـ”جهود سياسية شاملة ومنسقة لمنع المزيد من التجزئة والانهيار في السودان”.
واعتبر الأمين العام أن “الانقسام السياسي والعسكري يفاقم المأساة ويحول دون التوصل إلى تسوية سلمية شاملة”، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته في حماية المدنيين، والعمل على إرساء تدابير انتقالية مقبولة توقف الحرب وتضمن وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وتُعد أزمة السودان مثالاً صارخاً على فشل المجتمع الدولي في حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة، بما يتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقيات جنيف التي تلزم أطراف النزاع بضمان حماية السكان المدنيين وتحييد المرافق الحيوية من الاستهداف.
كما يشير حجم النزوح والحرمان الواسع من الرعاية الصحية والتعليم والغذاء إلى انتهاكات ممنهجة للحقوق الأساسية المنصوص عليها في الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، وتحديداً الحق في الحياة، والكرامة، والعيش الكريم.
وفي ظل هذه الكارثة المتفاقمة؛ دعت الأمم المتحدة جميع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية إلى تكثيف الجهود السياسية والإنسانية، وتوفير التمويل الكافي لخطة الاستجابة، وضمان الوصول الآمن للمساعدات إلى جميع المتضررين، دون تمييز أو عراقيل تفرضها أطراف النزاع.
وختم غوتيريش بتأكيد التزام الأمم المتحدة بجعل السودان “أولوية قصوى”، مشيراً إلى استمرار مبعوثه الخاص رمطان لعمامرة في مساعيه لتوحيد الجهود الدولية وتعزيز فرص الحل السلمي، في ظل تدهور متسارع يهدد بإغراق السودان في فوضى أعمق، وبتداعيات كارثية على المنطقة بأسرها.