السلطات الليبية تستكمل الحملة الشرسة ضد المهاجرين وطالبي اللجوء
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان- أدان المرصد الأورومتوسطي بشدة فض أجهزة الأمن الليبية اعتصامًا لمهاجرين وطالبي لجوء أمام مقر الأمم المتحدة في العاصمة طرابلس.
حيث وبحسب المرصد تم اعتقال مئات المعتصمين والاعتداء عليهم على نحو غير إنساني، إضافة إلى إحراق خيام الاعتصام.
وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان صحفي، إنّ المعلومات التي تلقّاها تفيد بمهاجمة قوات كبيرة من الأمن الليبي اعتصامًا رئيسيًا للمهاجرين وطالبي اللجوء.
قد بدأ قبل الاعتصام منذ أكثر من 100 يوم أمام مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في طرابلس. إذ بدأت القوات الأمنية في حوالي الساعة الثانية صباح اليوم بمهاجمة خيام المعتصمين. واعتدت القوات عليهم بالضرب المبرح بمن فيهم عدد كبير من النساء والأطفال.
وهذا الاعتداء أدّى إلى إصابة العشرات، بينهم إصابة واحد على الأقل بالرصاص الحي. ومن ثم تعمدت القوات حرق الخيام في نية على ما يبدو لفض الاعتصام بشكل نهائي.
واحتجزت قوات الأمن في حملتها مئات من المعتصمين بحسب معلومات حصل عليها المرصد من شهود عيان. يذكر أن عدد المعتقلين قد تجاوز 1,000 مهاجر وطالب لجوء. ونقلت عددًا كبيرًا منهم بالحافلات إلى سجن عين زارة في طرابلس، وسط ظروف إنسانية غاية في السوء.
وقال مدير العمليات في المرصد الأورومتوسطي “أنس جرجاوي” إنّ السلطات الليبية لا يبدو أنّها تعبأ بالانتقادات التي وُجهت لها. بل تصّر على تصعيد حملاتها العنيفة ضدهم دون أدنى احترام لحقوقهم المكفولة في المواثيق والقوانين الدولية ذات الصلة.
وأضاف أنّ سلوك السلطات الليبية في ملف المهاجرين وطالبي اللجوء يستلزم موقفًا واضحًا من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وطالب المرصد بالدفع باتجاه إلزام السلطات الليبية باحترام حقوق المهاجرين وطالبي اللجوء سواء في عمليات الصد والإرجاع. وطالب بالزام السلطات احترام القانون في السجون ومراكز الاحتجاز والتجميع التي تشهد انتهاكات واسعة.
وكان المرصد الأورومتوسطي نشر في ديسمبر/ كانون أول 2021 تقريرًا مفصلًا وثّق فيه الانتهاكات المروّعة التي تمارسها السلطات الليبية بحق المهاجرين وطالبي اللجوء. ويشمل ذلك حالات الاحتجاز التعسفي، والمعاملة غير الإنسانية، وعمليات الابتزاز المالي داخل السجون ومراكز الاحتجاز.
وبحسب البيانات التي جمعها الأورومتوسطي من مسؤول حكومي ليبي، فإن عدد المحتجزين من المهاجرين وطالبي اللجوء في السجون ومراكز الاحتجاز ومراكز الهجرة في ليبيا قد يصل إلى 13 ألف محتجز.
ويضيف التقرير، إن المحتجزين ينحدرون من جنسيات مختلفة أغلبها أفريقية، مثل النيجر، والسودان، ومصر، ودول المغرب العربي.
ولا يهدف معظم هؤلاء إلى الاستقرار في ليبيا، وإنّما الانطلاق من السواحل الليبية إلى السواحل الأوروبية من خلال عمليات التهريب البحري.