“التايمز”: وعود ابن سلمان بإنهاء عقوبة الإعدام “شو إعلامي”
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – قالت صحيفة “التايمز” البريطانية إن وعود ولي عهد السعودية “محمد بن سلمان” بإنهاء عقوبة حكم الإعدام هي كاذبة ولتلميع صورته السوداء في ملف حقوق الإنسان.
وذكرت الصحيفة أن نظامه أصدر أحكامًا بإعدام مراهقين إثر احتجاجهم عليه عندما كانوا قاصرين.
وأشارت إلى أن مراقبي حقوق الإنسان رصدوا سبع حالات تم فيها المطالبة بعقوبة الإعدام أو إصدارها أو تأكيدها.
وكشفت الصحيفة عن إدانة شاب يدعى “جلال اللباد” بالإعدام يوم 31 يوليو الماضي بمجموعة تهم، أبرزها التظاهر.
وكان اللباد (21عامًا)، عندما قبض عليه عام 2017، لكنه اتهم بالمشاركة بمظاهرات واحتجاجات قبل ذلك بسنوات.
كما أيدت محكمة الاستئناف الجنائية المتخصصة حكمًا بإعدام عبدالله الدرازي (19عامًا) إبان اعتقاله عام 2014.
وأدانت السعودية “الدرازي” بالمشاركة بمظاهرات ومسيرات وجنازات للضحايا، وتوزيع المياه أثناء التظاهرات، وتشكيل خلية إرهابية والاعتداء على الممتلكات العامة.
وأشارت إلى أن ممثلي الادعاء والنيابة العامة في السعودية يطالبون بإعدام 5 شبان آخرين على الأقل على ذمة اتهامات مماثلة.
وبينت “التايمز” أن “معظم المتهمين بالتظاهر والذين حكم عليهم بالإعدام ينتمون إلى الأقلية الشيعية في السعودية”.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن وعود ولي عهد السعودية “محمد بن سلمان” بتخفيض عقوبة الإعدام كاذبة واستمرار لمسيرة التدليس في المجال الحقوقي.
وذكرت الصحيفة في تقرير أن الحكومة السعودية أعدمت 120 شخصًا في أول ستة أشهر من 2022، وهو ضعف عدد المعدومين في 2021 بأكمله.
وبينت أن الجرائم التقديرية هي جرائم غير محددة في الشريعة الإسلامية، وغالباً ما تعتمد عقوباتها على تقدير القاضي.
وأشارت إلى أن ذلك يؤدي إلى عدم الاتساق والتعسف في الأحكام، ويجسد الغموض في نظام العدالة الجنائية في السعودية.
وكشفت منظمة العفو الدولية عن تصدر المملكة العربية السعودية قائمة الدول العربية الأكثر تنفيذا لأحكام الإعدام في عام 2021.
وذكرت المنظمة بتقريرها السنوي عن حالات الإعدام حول العالم أن عدد أحكام الإعدام المنفذة بلغت 579 حالة بـ18 دولة، بزيادة 20% عن عام 2020. وأشارت إلى أنها سجلت حينها 483 حالة إعدام.
وبينت أن مصر جاءت الأولى عربيًا بتطبيق أكبر عدد من أحكام الإعدام بـ 83 حالة، ثم السعودية بـ65، وسوريا 24 حالة، تليها الصومال بـ21 ثم العراق (+17).
وأكدت “أمنستي” أن “عديد الدول استخدمت الإعدام خلال عام 2021 كأداة قمع ضد الأقليات والمتظاهرين”.
وتتعرض الرياض لانتقادات لاذعة من دول ومنظمات حقوقية عدة، تطالب فيها بإلغاء العقوبة المحرمة بقوانين دولية.
وطالبت منظمة ريبريف المناهضة لعقوبة الإعدام بتغيير رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لمساره وموقفه من السعودية وإدانة عمليات الإعدام الجارية فيها.
وقدمت المنظمة عريضة حظيت بتأييد وتوقيع 20 ألف شخص، تؤكد إشراف ولي العهد “محمد بن سلمان” على أكبر عملية إعدام جماعي بتاريخ البلاد.
وقالت إنه “ابن سلمان” أعدم مؤخرًا 81 رجلاً، فيما لم يدن جونسون هذا العمل الوحشي والصادم بل إنه زار السعودية بعدها بوقت قصير.
وأشارت المنظمة إلى أنه صافح “ابن سلمان” بوقت أعدم الأخير 3 أشخاص يوم الزيارة و4 آخرين في اليوم التالي.
وأكدت خشيتها على حياة كل شخص ينتظر تنفيذ حكم الإعدام فيه بالسعودية.
وبينت المنظمة أن ذلك يشمل ذلك عبد الله الحويطي الذي كان 14 عامًا فقط لحظة اعتقاله وتعذيبه لتوقيع “اعتراف”. كما يواجه البحرانيان “جعفر سلطان” و”صادق ثامر” خطر الإعدام الوشيك.
وطالبت المنظمة جونسون بتغيير مساره وإدانة علنًا عمليات القتل هذه قبل إزهاق المزيد من الأرواح.
فيما قالت منظمة العفو الدولية إن عدد عمليات الإعدام في السعودية يشهد ارتفاعًا مثيرًا للقلق، مشيرة إلى الأرقام المسجلة عن كل عام.
واستعرضت المنظمة في تقريرها السنوي لعقوبة الإعدام، تنفيذ 579 عملية إعدام في 18 دولة بـ2021– بزيادة 20% عن إجمالي عام 2020.
وأشارت إلى أن عدد عمليات الإعدام في السعودية بلغت ما يزيد عن الضعف منذ عام 2020.
وذكرت أن تقريرها لم يشمل إعدام الرياض بمارس الماضي لـ81 شخصا أدينوا بجرائم مختلفة مرتبطة “بالإرهاب”، في يوم واحد.
ونبهت المنظمة إلى أنه يتخطى إجمالي حالات الإعدام بـ2021، التي شملت 69 شخصًا.
وأعاد تنفيذ وزارة الداخلية السعودية أكبر عملية إعدام جماعي بتاريخها الانتباه إلى سجلها الحقوقي الأسود.
لكن تؤكد منظمات دولية أنه تجاوز كل “الخطوط الحمر”. وشنت منظمات حقوقية انتقادات حادة على خلفية تنفيذها الحكم.
ووصف بأنه “مجزرة” جديدة ترتكبها السعودية ضد أي معارض لهم. وهاجمت فرض قوانين تقييدية على التعبير السياسي والديني.
وانتقدت استخدامها عقوبة الإعدام، بما بذلك لمتهمين اعتقلوا عندما كانوا قاصرين. مؤخرا، نفذت السعودية أكبر عملية إعدام بتاريخها لقرابة 81 شخصا.
واتهمت هؤلاء بأنهم “ممّن اعتنقوا الفكر الضال ومناهج ومعتقدات منحرفة”. يذكر أن هذه أكبر عملية تنفيذ إعدامات تنفذها السعودية دفعة واحدة منذ سنوات.
إذ نفذت عام 2016 إعدامات لنحو 47 شخصا أبرزهم رجل الدين الشيعي “نمر النمر”. بيد أن رقم 81 الأعلى في تاريخ المملكة الحديث.
وأعدمت الرياض في أبريل 2019، 37 رجلا بعملية إعدام جماعية، بينهم شخصان كانا طفلين وقت ارتكاب جرائمهما. لكن تصنف السعودية رائدة على مستوى العالم في مجال عقوبة الإعدام.
يذكر أن عمليات الإعدام فيها أقل من المتوسط بعام 2020، إذ أبلغت هيئة حقوق الإنسان عن إعدام 27 شخصا.
وجاء بعد عام 2019 الذي صنف بأنه قياسي في عمليات الإعدام بتنفيذ العقوبة بحق 184 شخصًا.