الأمم المتحدة تطالب بإفراج فوري عن أطفال “سعد الجبري”
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – طالب فريق الأمم المتحدة المتخصص بشأن قضايا الاحتجاز التعسفي المملكة العربية السعودية إلى الإفراج الفوري عن أطفال المسؤول السعودي الأمني السابق “سعد الجبري” وصهره “سالم المزيني“.
ودعا الفريق في بيان الرياض إلى إطلاق سراح كافة المسجونين بدون محاكمة عادلة في سجونها. وقالت الأمم المتحدة إن على السعودية الإفراج عنهم فورًا دون قيد أو شرط.
كشفت شبكة “سي إن إن” الأمريكية تفاصيل عرض المستشار الأمني السعودي السابق “سعد الجبري” لتسوية خلافاته مع السلطات السعودية حال الإفراج عن اثنين من أبنائه.
وقالت الشبكة الشهيرة إن “الجبري” قدم عرضه من خلال نداء وجهه مؤخرا إلى البيت الأبيض.
وكانت محكمة سعودية حكمت بسجن اثنين من أبناء “الجبري” أواخر عام 2020، بتهم غسل الأموال والتآمر للخروج من المملكة وهو ما ينفيانه.
واتهم الجبري صيف 2020 ولي عهد السعودية محمد بن سلمان بقضية مدنية بمحكمة اتحادية أمريكية بإرسال عملاء عام 2018 إلى كندا، حيث يعيش الجبري، لقتله.
وبيناير 2021، رفعت مجموعة شركات تابعة للسعودية دعوى بكندا تتهم الجبري باختلاس مليارات الدولارات من أموال الدولة أثناء عمله بوزارة الداخلية.
وعقب موقع “ميدل آيست آي” البريطاني على قرار المحكمة الأمريكية رفض الدعوى القضائية الموجهة من ابن سلمان ضده.
وقال الموقع إن المحكمة قالت إن قضية شركة سكب السعودية ليس لها أي أساس قانوني بالقانون الفيدرالي أو قانون ولاية ماساتشوستس، لذلك رفضت.
وذكر أن رفض قضية شركة سكب السعودية ضد الجبري بمثابة صفعة لابن سلمان.
وأكد الموقع أن ولي العهد المتهور “انتهج سياسة إسكات المعارضة وتضييق الخناق على نشطاء حقوق الإنسان”. كما قالت وكالة “رويترز” للأنباء إن ابن سلمان هُزم في معركة قانونية مع الجبري المنفي في كندا.
فقد قررت المحكمة الجزائية في واشنطن رفض القضية المرفوعة من شركة سكب القابضة التي يسيطر عليها ابن سلمان ضد الجبري.
كما قالت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية إن الجبري فاز بأمر قضائي من محكمة أمريكية، ضمن صراعه مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.
وذكرت الوكالة أن القضية باستخدام سجلات شركتي Air Canada و Lufthansa، كدليل على أمر ابن سلمان بمحاولات قتله.
وأشارت إلى أن سجلات شركة الطيران ستظهر حركة فريق القتلة الذين استخدمهم ولي عهد السعودية ضد الجبري، ما يجعلها أدلة حاسمة بالقضية.
وبعد طلب سعد الإذن باستدعاء شركتي الطيران للوصول الفوري إلى بياناتها، حكم قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية تيموثي كيلي بواشنطن له.
وفتح الجبري النار على ابن سلمان، واتهمه بأنه “قاتل مختل عقليا” وأنه دس السم للملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.
وخرج المسؤول الذي يظهر لأول مرة منذ هروبه عن صمته طيلة مقابلته مع برنامج “60 دقيقة” على قناة “CBS” الإخبارية الأمريكية، ليل الأحد/الإثنين.
وقال الجبري إن إطلالته لـ”دق ناقوس الخطر بشأن قاتل مختل عقليا بموارد لا حصر لها، ويشكل خطرًا على شعبه والكوكب كله”.
مذيع الحلقة “سكوت بيلي” اعترض على الوصف، وسأله متعجبا: “مختل عقليا؟”، رد “الجبري”، بالقول: “مختل عقليا لا يتعاطف ولا يعاطف ولا يتعلم”.
وأكد أنه “شهدنا الفظائع والجرائم التي ارتكبها هذا القاتل”. وتطرق الجبري لاتهامه لابن بإرسال فريق لكندا لاغتياله، واحتجاز ابنيه “سارة” و”عمر” في السعودية منذ سنوات.
وقال: “تلقيت تحذيرا بعدم الاقتراب من أي مبنى دبلوماسي سعودي بكندا، وعدم الذهاب إلى القنصلية أو السفارة”.
وأضاف: “عندما سألت لماذا؟، فقالوا لقد قطعوا الرجل، لقد قتلوه وأنت على رأس القائمة” بإشارة لاغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي”.
وبشأن اغتيال “خاشقجي”، قال “الجبري”: “رجال بن سلمان مجرمون، ويريدون تحقيق أهدافهم بأي طريقة ولا يهمهم الاحترافية”.
وذكر أن “ابن سلمان يخشى من المعلومات التي لدي وأتوقع أن أٌقتل يوما ما وهو لن يرتاح حتى يراني ميتًا”. وتطرق “الجبري” لتفاصيل فريق به 6 أفراد هبط بمطار أوتاوا بمنتصف أكتوبر 2018.
وقال: “أعضاء الفريق كذبوا على الجمارك بشأن معرفة بعضهم، وحملوا معدات مشبوهة لتحليل الحمض النووي”، قبل ترحيل الفريق.
وبشأن سؤال: “هل تعتقد أن بن سلمان يخافك؟”، قال “الجبري”: “يخشى معلوماتي”. وبين أن معلوماته تتضمن لقاء عام 2014 بين ابن سلمان ورئيس المخابرات آنذاك ولي العهد السابق محمد بن نايف.
وذكر أن الأمير الشاب (بن سلمان) بأنه يمكن أن يقتل الملك الجالس “عبد الله” لتخليص العرش لوالده.
وقال “الجبري”: “قال له أريد اغتيال الملك عبدالله.. حصلت على خاتم مسموم من روسيا.. يكفي أن أصافحه وسوف ينتهي”. وتابع: “هذا ما قاله.. سواء كان مجرد تفاخر أو لا، لكنه قال ذلك وأخذناه على محمل الجد”.
وكشف “الجبري”، أن المخابرات السعودية أخذت الأمر على محمل الجد، وتم التعامل معه داخل العائلة المالكة.
وأضاف: “شاهدت الاجتماع على شريط فيديو”، وزاد: “أعلم أن هناك نسختين من الشريط.. وأعرف أين هم”. وبشأن اتهامات سعودية له بالاختلاس وسرقة أموال، نفى “سعد” ما أشيع حوله.
وقال: “لقد خدمت العائلة الملكية عن كثب لعقدين، 3 ملوك و4 أولياء عهد، وكانوا لطيفين معي وأسخياء جدا”. وأضاف: “إنها من عادات العائلة الملكية السعودية، يعتنون بالأشخاص المتواجدين حولهم”.
وطالب “الجبري” أمريكا بمساعدته بإطلاق سراح ابنيه من السعودية، قائلا: “أنا لا أفكر حاليا إلا في أبنائه المحتجزين في المملكة”.
وأضاف: “أناشد الشعب الأمريكي والإدارة الأمريكية لمساعدتي في إنقاذ هؤلاء الأطفال، واستعادة حياتهم وحريتهم”.
وقال مذيع برنامج “60 دقيقة”، إن: “الجبري صرح بتسجيل يكشف مزيد الأسرار عن العائلة الملكية السعودية والبعض في الولايات المتحدة”.
وأضاف المذيع: “أعطانا مقطع صغير من الفيديو بدون صوت، وقال لنا إنه يمكن نشره إذا قُتل”. والفيديو به رسالة إلى أبنائه المعتقلين “سارة” و”عمر”، وهو يتأسف لهم ويقول: “لقد بذلت قصارى جهدي لإطلاق سراحكما”.