تقرير عالمي يرصد الضرر اللاحق بالمدنيين بسبب هذه الذخائر العنقودية
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم، إن الضرر اللاحق بالمدنيين جراء الاستخدام الجديد للذخائر العنقودية وعمليات نقل الأسلحة التي جرت مؤخرا يُظهر ضرورة انضمام الدول جميعها إلى الحظر الدولي المفروض على الذخائر العنقودية.
وذلك تزامنا مع إصدار تقرير “مرصد الذخائر العنقودية لعام 2023” العالمي الذي يتألف من 96 صفحة،
قالت ماري ويرهام، مديرة المناصرة في قسم الأسلحة في هيومن رايتس ووتش ومحررة تقرير مرصد الذخائر العنقودية لعام 2023: “الذخائر العنقودية أسلحة بغيضة ومحظورة عالميا لأنها تسبب أضرارا ومعاناة فورية وطويلة الأمد للمدنيين”.
وأضافت ويرهام: “لا يُعقل استمرار قتل المدنيين بهجمات الذخائر العنقودية بعد مرور 15 عاما على حظر هذه الأسلحة”.
يمكن إطلاق الذخائر العنقودية من الأرض بالمدفعية، والقذائف الصاروخية، والصواريخ، وقذائف الهاون، أو إسقاطها من الطائرات.
تنفتح الذخائر في الهواء عادة وتنثر العديد من القنابل أو الذخائر الصغيرة على مساحة واسعة.
لا تنفجر الكثير من الذخائر الصغيرة عند الاصطدام الأول، وتترك قنابل لم تنفجر يمكن أن تصيب وتقتل عشوائيا مثل الألغام الأرضية لسنوات، حتى يتم إزالتها وتدميرها.
خلال 2022، وهو آخر عام تغطيه إحصائيات الضحايا في تقرير المرصد، كان 95% من ضحايا الذخائر العنقودية التي سجلها المرصد مدنيين.
تسببت الهجمات بالذخائر العنقودية بمقتل أو إصابة 987 شخصا على الأقل عام 2022، منهم 890 في أوكرانيا.
استخدمت روسيا الذخائر العنقودية بشكل متكرر في أوكرانيا منذ غزوها الواسع النطاق للبلاد في 24 فبراير/شباط 2022، مما تسبب بمقتل وإصابة مدنيين.
استخدمت القوات الأوكرانية أيضا الذخائر العنقودية، مما أدى إلى خسائر في صفوف المدنيين. استخدم جيش ميانمار والقوات الحكومية السورية الذخائر العنقودية عام 2022، مما تسبب في مزيد من الضرر بالمدنيين.
لم توقّع أي من هذه الدول أو تصادق الاتفاقية الدولية لحظر الذخائر العنقودية.
لم يسجل مرصد الذخائر العنقودية أي خسائر جديدة بسبب الهجمات بالذخائر العنقودية عام 2021، لكنه حدد ما لا يقل عن 149 ضحية من مخلفات الهجمات بالذخائر العنقودية السابقة، معظمها جراء الذخائر الصغيرة غير المنفجرة في الاصطدام الأول.
في 2022، وقع 185 ضحية على الأقل بسبب مخلفات الذخائر العنقودية في أذربيجان والعراق ولاوس ولبنان وسوريا وأوكرانيا واليمن.
شكّل الأطفال 71% من إجمالي ضحايا مخلفات الذخائر العنقودية في الإحصائيات التي سُجلت فيها هذه الفئة العمرية.
استخدمت روسيا مخزونات من الذخائر العنقودية القديمة والذخائر المطورة حديثا في أوكرانيا عام 2022 وفي النصف الأول من 2023.
في يوليو/تموز 2023، بدأت الولايات المتحدة بنقل كميات غير محددة من مخزونها من الذخائر العنقودية المدفعية عيار 155 ملم إلى أوكرانيا، والتي تحتوي ذخائر “دي بي آي سي إم” الصغيرة، وهي ذخائر تقليدية محسنة ثنائية الغرض لديها معدل إخفاق أو عدم انفجار يتراوح بين 6 و14%.
انتقد 21 من القادة والمسؤولين الحكوميين على الأقل، بينهم من الدول التي تدعم المجهود الحربي لأوكرانيا، قرار الحكومة الأمريكية بنقل هذه الأسلحة.
قالت ويرهام: “العقبة الأكبر أمام الدول التي تعمل على القضاء على الذخائر العنقودية هي الحكومات التي لا ترغب في الانضمام إلى الاتفاقية والتي تقوض مبادئها باستخدام هذه الأسلحة أو نقلها”.
وأضافت: “بشكل عام، تُحرز الدول التي حظرت الذخائر العنقودية تقدما مستمرا في تدمير مخزوناتها وتطهير المناطق الملوثة، رغم التحديات واسعة النطاق”.
صادقت 112 دولة اتفاقية الذخائر العنقودية لعام 2008، ووقعت عليها 12 دولة أخرى، مما يشير إلى استعدادها للالتزام بأحكام الاتفاقية. صادقت نيجيريا الاتفاقية في 28 فبراير/شباط، وصادقها جنوب السودان في 3 أغسطس/آب.
لم ترد أي تقارير أو مزاعم مؤكدة عن استخدام أو إنتاج أو نقل جديد للذخائر العنقودية من قبل أي دولة طرف منذ اعتماد الاتفاقية في دبلن بأيرلندا في 30 مايو/أيار 2008.
منذ 2008، دمرت الدول الأطراف في الاتفاقية جماعيا نحو 1.5 مليون ذخيرة عنقودية و178.5 مليون ذخيرة صغيرة، ما يشكل 99% من مخزونات الذخائر العنقودية التي أعلنت عنها.
دمّرت بلغاريا آخر مخزوناتها من الذخائر العنقودية في يونيو/حزيران. دمّرت بلغاريا وبيرو وسلوفاكيا ما لا يقل عن 4,166 ذخيرة عنقودية مخزنة و134,598 ذخيرة صغيرة خلال 2022 والنصف الأول من 2023.
يتتبع تقرير مرصد الذخائر العنقودية لعام 2023 الجهود المبذولة للقضاء على الذخائر العنقودية من قبل جميع الدول، بصرف النظر عما إذا كانت قد انضمت إلى الاتفاقية.
خلص التقرير إلى وجود 26 دولة و3 مناطق أخرى ملوثة أو يُشتبه في تلوثها بمخلفات الذخائر العنقودية.
بموجب الاتفاقية، طهّرت الدول الأطراف الملوثة بالذخائر العنقودية مجتمعة أكثر من 93 كيلومتر مربعا من الأراضي المتضررة في 2022، ودمّرت ما لا يقل عن 75,779 ذخيرة صغيرة ومخلفات ذخائر عنقودية أخرى.
قالت ويرهام: “الذخائر العنقودية أسلحة موصومة على نطاق واسع لأسباب أخلاقية وقانونية وإنسانية”.
وتابعت: “يتعيّن على الحكومات التي تتحدى الوصمة ضد الذخائر العنقودية إعادة النظر في موقفها نظرا للضرر الفادح الذي تسببه هذه الأسلحة، والانضمام إلى الحظر الدولي”.