الأمم المتحدة: الحرب في أوكرانيا تقترب من إكمال سنتها الأولى وما من نهاية تلوح في الأفق
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – عقد مجلس الأمن جلسة مفتوحة خُصصت لبحث آخر التطورات السياسية والإنسانية للحرب الروسية في أوكرانيا قبيل الذكرى السنوية الأولى لاندلاعها.
وجاءت الجلسة بطلب من الدولتان المعنيتان حالياً بصياغة القرارات بشأن الوضع في أوكرانيا في مجلس الأمن، وهما ألبانيا والولايات المتحدة.
واستمع أعضاء المجلس إلى إحاطة شاملة قدمتها وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو.
حيث جددت في حديثها ما قاله الأمين العام من قبل عن أن غزو روسيا لأوكرانيا هو انتهاك لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأشارت إلى أن هذه الحرب تسببت في كارثة إنسانية وحقوقية، وتسببت بصدمة لجيل من الأطفال. وأكدت ديكارلو أن الحرب عجلت بأزمتي الغذاء والطاقة العالميتين.
وشددت على أن أوكرانيا وروسيا والعالم لا يستطيعون تحمل استمرار هذه الحرب. وأكدت على استعداد أمين عام الأمم المتحدة لمساعدة الأطراف على إنهاء هذا الصراع العبثي وغير المبرر، على أساس ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وقالت ديكارلو إنه ما من نهاية للقتال أو المعاناة تلوح في الأفق مع اقتراب الحرب في أوكرانيا من ذكراها السنوية الأولى. وأشارت إلى أن القوات الروسية واصلت غاراتها على المدن الأوكرانية الرئيسية طوال موسم الأعياد.
قالت ديكارلو: “لقد أمضى الكثير من الأوكرانيين ما كان يعتبر عادة فترة احتفالية في الملاجئ بعيدا عن الاحتفال. كان عدد لا يحصى من العائلات في جميع أنحاء البلاد في حالة حداد على فقدان أحبائهم”.
وأفادت روزماري ديكارلو باستمرار الهجمات خلال العام الجديد على الرغم من الإعلان عن وقف محتمل للأعمال العدائية بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي، وهو يوم مقدس لكل من الروس والأوكرانيين.
وأشارت وكيلة الأمين العام إلى اشتداد القتال البري، خاصة في إقليم دونيتسك. ففي مناطق الأعمال العدائية النشطة شكلت المعارك في الشوارع تهديدا كبيرا للمدنيين.
وفي بخموت وحدها، وثق مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان مقتل 22 مدنيا وجرح 72 منذ أوائل كانون الاول/ ديسمبر.
وقالت ديكارلو إن مكتب حقوق الإنسان تحقق من وقوع أكثر من 18 ألف ضحية مدنية منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير/شباط 2022.
ويشمل هذا المجموع ما يقرب من 7 آلاف قتيل وأكثر من 11 ألف جريح. ومن المحتمل أن تكون الأرقام الفعلية أعلى بكثير.
وقد أجبرت الحرب الملايين على الفرار من ديارهم. وأشادت ديكارلو بكرم البلدان التي استضافت حوالي 7.9 مليون شخص طلبوا الحماية في أوروبا.
وشجعت ديكارلو الدول على بذل مزيد من الجهود لضمان وصول اللاجئين إلى الحقوق والخدمات بصورة عادلة في النظم الوطنية.
أما داخل أوكرانيا، فقد نزح نحو 5.91 مليون شخص، 65 في المائة منهم من النساء والفتيات.
وكان عدد الهجمات المسجلة على مرافق الرعاية الصحية في العام الماضي هو الأعلى في العالم. حيث تم تسجيل 745 حادثة حتى 4 كانون الثاني/يناير.
وفي المناطق الأكثر تضررا شرق وجنوب البلاد، أفادت تقارير بأن 15 في المائة من المرافق إما أنها لا تعمل جزئيا أو بصورة كاملة. وما يصل إلى 50 في المائة في دونيتسك وزابوريجيا وميكولايف وخاركيف.
وقالت ديكارلو إن الحرب تترك أيضا ندوبا غير مرئية. وفقا لـمنظمة الصحة العالمية، ورد أن ما يقرب من ربع السكان معرضون لخطر الإصابة بحالة صحية نفسية بسبب هذه الحرب.
وسيكون لتدمير وإغلاق المدارس تأثير دائم على الأطفال والشباب. حيث تأثر ما يقدر بنحو 5.7 مليون طفل في سن الدراسة بشكل مباشر، بما في ذلك 3.6 مليون بسبب إغلاق المؤسسات التعليمية في وقت مبكر من الصراع.
وقالت روزماري ديكارلو إن الأطراف يتعين عليها- تماشيا مع القانون الإنساني الدولي- تسهيل المرور السريع ودون عوائق للإغاثة الإنسانية لجميع المدنيين المحتاجين.
وأشارت وكيلة الأمين العام إلى أن المفوضية السامية لحقوق الإنسان تواصل توثيق مزاعم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ودعم الجهود الرامية إلى المساءلة.
منذ 24 شباط / فبراير، وثّقت المفوضية أكثر من 90 حالة من حالات العنف الجنسي المرتبط بالنزاع.
وشددت على ضرورة محاسبة جميع مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان. وأشارت إلى أن مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يواصل عمله في أوكرانيا. حيث ظل يحتفظ بوجوده هناك منذ أيار/مايو 2022.
في هذا السياق، رحبت وكيلة الأمين العام بالاتصالات المستمرة والتزام الطرفين بمواصلة تبادل أسرى الحرب. وكان آخرها ما تم يوم الأحد حيث تم تبادل 50 أسيرا أوكرانيا و50 أسيرا روسيا.
وقالت إنها شعرت بالتفاؤل إزاء الاجتماع الذي استضافته تركيا في 11 كانون الثاني / يناير بين أمناء المظالم من الجانبين الروسي والأوكراني بشأن هذه المسألة.
من ناحية أخرى، قالت ديكارلو إن مبادرة حبوب البحر الأسود وعلى الرغم من السياق الصعب الذي تعمل فيه، إلا أنها تواصل إحداث الفرق، بما في ذلك من خلال المساعدة في خفض أسعار الغذاء العالمية.
أبلغت منظمة الأغذية والزراعة الآن عن انخفاض مستمر في مؤشر أسعار الغذاء. وقد تم حتى الآن نقل أكثر من 17 مليون طن متري من المواد الغذائية في إطار المبادرة. وقد وصلت أو أنها في طريقها إلى الوصول لنحو 43 دولة.