الأورومتوسطي: تساقط الثلوج يكشف خطورة الأزمة الإنسانية لطالبي اللجوء في البوسنة
جنيف- أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن بالغ قلقه إزاء الظروف القاسية التي يعيشها آلاف من طالبي اللجوء والمهاجرين شمال غربي البوسنة والهرسك بعد أن غطى أول تساقط للثلوج خيامهم الهشة.
وحذر المرصد الأورومتوسطي ومقره جنيف في بيان صحفي، من خطر البرد القارس على حياتهم في ظل افتقار خيامهم لأدنى مقومات التدفئة أو التجهيزات اللازمة لمواجهة ظروف الشتاء الصعبة.
وقال المرصد إنّ السبب الأساسي للمأساة المستمرة التي يعيشها المهاجرون وطالبو اللجوء هناك الازدحام في مراكز المهاجرين الرسمية، إضافة للاعتداءات العنيفة التي يتعرضون لها على حدود كرواتيا، والتي تقف سدًا حائلًا أمام طريقهم في العثور على مركز لجوء آمن بظروفٍ معيشيةٍ مناسبة.
وأشار الأورومتوسطي إلى أنّ تساقط الثلوج منذ يوم الأربعاء الماضي على البوسنة والهرسك فاقم الظروف الصعبة لنحو 3 آلاف مهاجر وطالب لجوء، إذ أجبرتهم الأحوال الجوية السيئة على النوم في ظروف قاسية داخل أكثر من 250 مخيم متهالك في كانتون “يونا-سانا” شمالي البلاد.
وفي حملة وُصفت ب “بعملية عاجلة لإنقاذ الأرواح”، بدأت منظمة الهجرة الدولية (IOM) بتوزيع حقائب نوم وبطانيات وأحذية ومواد تعقيم، إضافة إلى الطعام والملابس الشتوية على المهاجرين وطالبي اللجوء في المخيمات، ولكن هذه الجهود ليست كافية لضمان سلامة المهاجرين وطالبي اللجوء طالما لم تتدخل الحكومة البوسنية والاتحاد الأوروبي.
وبيّن الأورومتوسطي أنّ طالبي اللجوء والمهاجرين في البوسنة والهرسك يجدون صعوبات كبيرة في العثور على مأوى في مراكز الاستقبال الرسمية بسبب الازدحام الشديد في تلك المراكز كما هو الحال في مركز “ليبا”، بالإضافة إلى إغلاق السلطات المحلية للمساكن في تلك المراكز كمركز “بيرا” في مدينة “بيخاتش”، والذي كان مجهزًا لاستيعاب حوالي 1500 سرير للمهاجرين وطالبي اللجوء.
ولفت إلى أنّ البرد القارس ليس العقبة الوحيدة أمام المهاجرين وطالبي اللجوء، بل يُمثل تساقط الثلوج عقبة أخرى، إذ تعمل السلطات على تتبّع آثار أقدامهم على الثلج وتطاردهم، في الوقت الذي يشهد فيه كانتون “يونا-سانا” تصاعدًا في حركة الوافدين، بصفته الأمل الأخير لدخول كرواتيا والاتحاد الأوروبي.
وفق توثيق الأورومتوسطي، تنتهج الشرطة الكرواتية منذ ثلاث سنوات أساليب عنيفة لقمع وردع طالبي اللجوء والمهاجرين بهدف إخراجهم من حدود الاتحاد الأوروبي وإعادتهم إلى البوسنة وصربيا.
وفي سبتمبر/ أيلول، قدمت منظمة العفو الدولية شكوى ضد المفوضية الأوروبية لأنها فشلت في الوقوف على مزاعم الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها السلطات الكرواتية بحق المهاجرين وطالبي اللجوء على حدودها.
بدورها، قالت الباحثة القانونية في شؤون الهجرة لدى الأورومتوسطي “ميشيلا بوليزي” إنّ “أول تساقط كثيف للثلوج ينبغي أن يشكل تحذيرًا ملموسًا من أزمة إنسانية وشيكة، إذ يتوجب على حكومة البوسنة والهرسك أن توفّر على وجه السرعة أماكن إقامة داخلية وآمنة ودافئة لآلاف المهاجرين المحاصرين في كانتون “يونا-سانا” والذين يعانون من البرد القارس، وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر”.
ودعا المرصد الأورومتوسطي حكومة البوسنة والهرسك إلى فتح مواقع إيواء إضافية بشكل عاجل للمهاجرين وطالبي اللجوء امتثالاً للقانون الدولي، خاصة المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 11 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي تنص على حق كل فرد في مستوى معيشي لائق، بما في ذلك السكن اللائق.
وحث المرصد الأورومتوسطي الاتحاد الأوروبي على إنشاء آلية مراقبة عاجلة في كرواتيا للتأكد من احترام الشرطة المنتشرة على الحدود للقانون الأوروبي والحقوق الأساسية للمهاجرين، بما في ذلك تأمين وصولهم إلى إجراءات اللجوء.