إيران: قوات الأمن تقتل أكرادا ينقلون البضائع عبر الحدود
قالت “هيومن رايتس ووتش” إن السلطات الإيرانية استخدمت القوة المفرطة والقاتلة ضد ناقلي البضائع عبر الحدود، وأغلبهم من الأكراد، والمعروفين بالكردية والفارسية بـ “كولبار”، الذين ينقلون البضائع بين إيران والعراق عبر مناطق وعرة.
وبحسب المنظمة يحظى الناقلون بفرص محدودة للوصول إلى العدالة أو الانتصاف عن هذه الانتهاكات، وأساءت السلطات الإيرانية معاملة الأشخاص الذين اعتقلتهم.
وتقمع السلطات الإيرانية وتُهمّش المجتمعات الكردية منذ فترة طويلة. المعدلات المرتفعة للبطالة والفقر من بين الدوافع الرئيسية للناس للعمل، بشكل قانوني أو غير قانوني، كناقلي بضائع عبر الحدود، وهو عمل خطير يتطلب جهدا بدنيا حتى بما يتجاوز المخاطر الإضافية التي تشكلها قوات الأمن الإيرانية.
قالت منظمة “متحدون من أجل إيران” المعنية بحقوق الإنسان، إن معظم ناقلي البضائع عبر الحدود من الرجال والفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و65 عاما، وبينهم بعض النساء.
زعمت السلطات الإيرانية أنها استخدمت القوة لوقف التهريب، لكنها قالت أيضا إنها تريد تنظيم الأنشطة الاقتصادية لناقلي البضائع عبر الحدود على نطاق أوسع بدلا من قمعها بالعنف.
قالت ناهيد نقشبندي، باحثة إيران بالإنابة في هيومن رايتس ووتش: “استخدام قوات الأمن الإيرانية المفرط للقوة القاتلة ضد ناقلي البضائع عبر الحدود الأكراد هو وسيلة أخرى تستخدمها السلطات لقمع المجتمعات الكردية المهمشة اجتماعيا واقتصاديا.
وأكدت أنه ينبغي للسلطات الإيرانية تطوير فرص اقتصادية مستدامة في المناطق الحدودية لتقليل الاعتماد على نقل البضائع عبر الحدود، حتى تتمكن هذه المجتمعات من تدبّر أمورها اقتصاديا.
بين أكتوبر/تشرين الأول 2021 وأبريل/نيسان 2024، قابلت هيومن رايتس ووتش مقابلات 13 من ناقلي البضائع عبر الحدود الأكراد الناجين و/أو الشهود على استخدام قوات الأمن الإيرانية للقوة المفرطة والقاتلة أو أقارب الضحايا.
قال شهود إن قوات حرس الحدود الإيرانية (فراجا) و”الحرس الثوري الإسلامي” من بين الوحدات التي استهدفت ناقلي البضائع عبر الحدود بالقوة القاتلة.
وقعت حوادث موثقة على طول المناطق الحدودية بين إيران والعراق في محافظتي كرمانشاه وأذربيجان الغربية الإيرانيتين. كان جميع الأشخاص الـ 13 أكرادا، وأجريت المقابلات عن بعد باللغتين الكردية والفارسية. وصف الأشخاص الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش حوادث وقعت بين 2014 و2023.
قال ستة أشخاص قابلتهم هيومن رايتس ووتش إن قوات الأمن الإيرانية استهدفتهم وأطلقت النار عليهم، وإنهم رأوا آخرين يتعرضون لإطلاق النار.
فيما قال اثنان إن قوات الأمن الإيرانية أطلقت النار على أقاربهما الذين كانوا يعملون في النقل عبر الحدود وقتلتهم.
فقدَ أحدهم ساقه بعد أن داس على لغم أرضي. راجعت هيومن رايتس ووتش السجلات الطبية ووثائق المحكمة لستة ناجين من ألغام أرضية وإصابات بأعيرة نارية، ومن بينهم شخصان فقدا أطرافهما بعد انفجار لغم أرضي. قال ثلاثة إن قوات الأمن الإيرانية احتجزتهم وضربتهم وهي توجه إليهم الإهانات.
اقترح إبراهيم رئيسي، الرئيس المتوفى مؤخرا، في اجتماعات مع المجتمعات الكردية أن السلطات يجب أن تُنظم عمل الناقلين عبر الحدود الأكراد بدلا من اعتباره غير قانوني.
منذ 2020، كانت هناك خطط في الحكومة والبرلمان بشأن التدابير التنظيمية لعمل الناقلين، ودعم الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات الحدودية، ودعوات للحد من استخدام القوة المميتة ضد الكولبار.
مع ذلك، صنّف مسؤولون في قوات الأمن الإيرانية هذا النشاط على أنه قضية أمنية. في 16 ديسمبر/كانون الأول 2018، نقلت وكالة أنباء “إسبادانا خبر” عن الجنرال قاسم رضائي، قائد حرس الحدود الإيراني، قوله إن “الحدود يحددها القانون؛ وأي عبور غير مصرح به للحدود يعتبر جريمة”.