ووتش: ما يمكن أن تفعله كرة القدم الألمانية للتعويض عن الانتهاكات في قطر
نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش أنه من الممكن التحدث علنا ضد الانتهاكات في قطر، لكن قد تختلف العواقب بحسب من تكون.
تلقى فيليب لام، قائد منتخب ألمانيا بطل “كأس العالم فيفا لعام 2014″، إشادة عامة عندما أعلن عدم حضوره بطولة كأس العالم 2022 في قطر وانتقد سجل البلاد في مجال حقوق الإنسان.
لكن عندما أثار مالكولم بيدالي، عامل كيني وافد في قطر، اتهامات علنية بحدوث انتهاكات، أُخفي قسرا ووُضع في الحبس الانفرادي.
عندما يبدأ كأس العالم في نوفمبر/تشرين الثاني، سيكون اللاعبون والمشجعون الألمان جزءا من بطولة مبنية على جبل من الانتهاكات.
بُنيت الملاعب والبنية التحتية على يد عمال واجهوا حالات وفاة غير مفسّرة وإصابات وسرقة للأجور.
شهدت النساء القطريات التجهيزات لأحد أكبر الأحداث الرياضية في العالم بينما تواصل السلطات إخضاعهن لأوليائهنّ الذكور الذين يتخذون القرارات نيابة عنهن.
في المدرجات، يُجبر المشجعون المثليون/ات، ومزدوجو/ات التوجه الجنسي، ومتغيّرو/ات النوع الاجتماعي (مجتمع الميم) الذين يهتفون لفرقهم على إخفاء توجههم الجنسي وهوياتهم الجندرية بسبب الخوف من الاضطهاد.
أصبح “الاتحاد الألماني لكرة القدم” (الاتحاد الألماني) ولاعبيه أكثر جرأة وتأثيرا ضد الانتهاكات في قطر.
في 2021، نشر الاتحاد الألماني سياسته لحقوق الإنسان وورقة موقف بشأن قطر تدعو الدول المضيفة للبطولات الكبرى و”الاتحاد الدولي لكرة القدم العالمي” (الفيفا) إلى الالتزام بحقوق الإنسان.
جاء اللاعبون إلى مباراة بقمصان كُتب عليها “حقوق الإنسان”. والأهم من ذلك، تعهد رئيس الاتحاد الألماني بالضغط على الفيفا لتعويض العمال الوافدين الذين انتُهكت حقوقهم.
قبل 100 يوم من انطلاق البطولة، تدعو “هيومن رايتس ووتش” وآخرون الفيفا وقطر إلى تقديم تعويضات عن الانتهاكات الجسيمة. تزعم الفيفا أنها “تبحث حاليا في آليات تعويض” للعمال الوافدين الذين تعرضوا لإصابة أو وفاة في مكان العمل.
مع الضغط الكافي من الاتحاد الألماني – أكبر اتحاد وطني عضو في الفيفا – واتحادات كرة القدم الأخرى، قد يكون التعويض ممكنا.
لدى قطر والبلدان الأصلية للعمال إمكانية الوصول إلى وثائق كالتقارير الصحية وشهادات الوفاة. يعرفون من مات خلال بناء الملاعب والطرق، ومن يعاني أفراد أسرهم لتغطية نفقاتهم دون معيليهم.
لدى السلطات القطرية سجل في قمع الذين يتحدثون عن الانتهاكات الحقوقية، مثل مالكولم بيدالي.
إذا كان الاتحاد الألماني والاتحادات الأخرى جادّين بشأن حقوق الإنسان، فعليهم استخدام منصتهم لتضخيم هذه الأصوات ومواصلة الضغط من أجل الحلول إلى أن تدفع فيفا وقطر التعويضات في نهاية المطاف.