منظمة أممية: التمييز والعنف المنزلي يعيقان مكافحة الإيدز
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – قال برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، في تقرير نُشر يوم الثلاثاء، إن اللامساواة ستمنع العالم من تحقيق الأهداف العالمية المتفق عليها بشأن الإيدز.
ولكن أردف التقرير بأن “خريطة الطريق النسوية” يمكن أن تعيد البلدان إلى مسارها الصحيح.
وكشف التحليل الأممي الجديد الذي صدر بعنوان “أوجه عدم المساواة الخطيرة” كيف أن عدم المساواة بين الجنسين والأعراف الضارة بين الجنسين تعيق نهاية جائحة الإيدز، مع زيادة الإصابات الجديدة واستمرار الوفيات في أجزاء كثيرة من الكوكب.
في العام الماضي، توفي 650 ألف شخص بسبب الإيدز وأصيب 1.5 مليون بفيروس نقص المناعة البشرية المسبب للمرض.
ويأتي التقرير قبل اليوم العالمي للإيدز الذي تحييه الأمم المتحدة في الأول من كانون الأول/ ديسمبر من كل عام.
قالت ويني بيانيما، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، إن “العالم لن يتمكن من هزيمة الإيدز فيما يعزز النظام الأبوي”، داعية إلى معالجة أوجه عدم المساواة المتداخلة التي تواجهها المرأة.
وقالت بيانيما: “إن خريطة الطريق الفعالة الوحيدة لإنهاء الإيدز، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وضمان الصحة والحقوق والازدهار المشترك، هي خريطة طريق نسوية”.
وأضافت: “منظمات وحركات حقوق المرأة موجودة بالفعل على الخطوط الأمامية للقيام بهذا العمل الجريء. يحتاج القادة إلى دعمها والتعلم منها”.
في المناطق ذات العبء المرتفع لفيروس نقص المناعة البشرية، تكون نسبة إصابة النساء المعرضات لعنف الشريك الحميم بالفيروس أعلى 50 في المائة، وفقا لتقرير “أوجه عدم المساواة الخطيرة”.
خلال الفترة من 2015 إلى 2021، لم تتمكن سوى 41 في المائة من النساء المتزوجات اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و24 عاما في 33 دولة من اتخاذ قراراتهن الخاصة بشأن الصحة الجنسية.
تتجلى آثار عدم المساواة بين الجنسين على مخاطر إصابة النساء بفيروس نقص المناعة البشرية بشكل خاص في أفريقيا دون الصحراء الكبرى. حيث شكلت النساء 63 في المائة من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في عام 2021.
وعلاوة على ذلك، فإن احتمال إصابة المراهقات والشابات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و24 سنة في المنطقة بفيروس نقص المناعة البشرية يزيد بثلاث مرات عن احتمال إصابة نظرائهن من الذكور.
وقال برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز إن العامل الدافع هو القوة.
استشهد على ذلك بدراسة أظهرت كيف أن تعرض الفتيات للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية ينخفض بنسبة تصل إلى 50 في المائة إذا سُمح لهن بالبقاء في المدرسة وإكمال تعليمهن الثانوي.
وأضاف: “عندما يتم تعزيز ذلك بحزمة من دعم التمكين، تقل مخاطر الفتيات بدرجة أكبر”.
وتابع بقوله: “يحتاج القادة إلى ضمان التحاق جميع الفتيات بالمدارس، وحمايتهن من العنف الذي غالبا ما يتم تطبيعه بما في ذلك من خلال زواج القاصرات، وتكون لديهن مسارات اقتصادية تضمن لهن مستقبلا يبعث على الأمل”.
في غضون ذلك، تثني “الذكورة الضارة” الرجال عن طلب الرعاية. كان 70 في المائة فقط من الرجال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية يحصلون على العلاج في عام 2021، مقارنة بـ 80 في المائة من النساء.
وجاء في التقرير أن “زيادة البرمجة التحويلية بين الجنسين في أجزاء كثيرة من العالم أمر أساسي لوقف الجائحة”. كما كشف التقرير عن إمكانية إحراز تقدم ضد التفاوتات.
على سبيل المثال، على الرغم من أن الدراسات الاستقصائية غالبا ما تُبرز تغطية أقل للخدمة بين الفئات السكانية الرئيسية، فقد حققت ثلاث مقاطعات في كينيا تغطية أعلى لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية بين العاملات بالجنس مقارنة بالنساء بشكل عام.
قالت بيانيما إن البلدان تعرف ما يجب فعله لإنهاء عدم المساواة. وأدرجت الإجراءات التي تشمل ضمان التحاق جميع الفتيات بالمدرسة، والتصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي، ودعم المنظمات النسائية.
ووأكدت على: “إلغاء تجريم الأشخاص في العلاقات المثلية والمشتغلين بالجنس والأشخاص الذين يتعاطون المخدرات”.
وطالبت بـ: “الاستثمار في الخدمات التي يقودها المجتمع والتي تمكن من إدماجهم”، مؤكدة أن ذلك “سيساعد في كسر الحواجز أمام الخدمات ورعاية ملايين الأشخاص”.