الأورومتوسطي: نتابع بقلق بالغ تصاعد الجرائم في الساحل السوري

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه يتابع بقلق بالغ تصاعد الجرائم الخطيرة في عدة قرى وبلدات بمحافظتي اللاذقية وطرطوس بالساحل السوري، في أعقاب الاشتباكات المسلحة بين قوات تابعة للحكومة السورية وجماعات مسلحة مرتبطة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي في تصريح صحافي أنّ تلك الجرائم شملت قتل عشرات المدنيين واعتقال مئات آخرين وإهانتهم جسديًا ولفظيًا خلال الاعتقال، إلى جانب إحراق ممتلكات ومنازل على نحو عشوائي بدوافع بدت انتقامية على الأرجح.

وذكر أنّ المعلومات الميدانية تفيد بأنّ القوات التابعة للحكومة السورية وبعض المجموعات المسلحة الموالية لنظام الرئيس السابق بشار الأسد نفذتا إعدامات ميدانية بحق عشرات الأشخاص في عدة مناطق بمحافظتي اللاذقية وطرطوس، لا سيما مدينة بانياس، وقرى المختارية والحفة ودير بعبدة وبيت عانا وغيرها، بينما شنت القوات التابعة للحكومة حملات اعتقال تعسفي طالت مئات المدنيين، ترافقت مع التعذيب وسوء المعاملة.

ولفت إلى أنّ بعض الشهادات الميدانية أفادت بوجود أطفال وكبار سن بين الضحايا، ما يشير إلى أنّ الهجمات لم تميّز بين المسلحين والمدنيين الذي وقعوا ضحايا لتلك الجرائم.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي على أنّه لا يمكن لأي ذريعة—سياسية كانت أم أمنية—تبرير هذه الجرائم، فالقتل خارج نطاق القانون والقضاء، والاعتقال التعسفي، والتعذيب، وتدمير الممتلكات، وبث الرعب بين المدنيين هي انتهاكات خطيرة تستوجب موقفًا حاسمًا يضمن المساءلة وتحقيق العدالة وعدم الإفلات من العقاب.

وشدّد على أنّ الانتقام ليس عدالة، بل وقودٌ لدائرة لا تنتهي من العنف والانتهاكات، ولا يمكن كسرها إلا عبر المحاسبة القانونية، والعدالة الانتقالية، والمصالحة القائمة على الحقيقة والمساواة، بما يضمن حقوق الضحايا ويمنع تكرار الجرائم في المستقبل.

ودعا المرصد الأورومتوسطي الحكومة السورية إلى اتخاذ تدابير فورية لحماية المدنيين، ووقف جميع الانتهاكات فورًا، وفتح تحقيق جدي ومستقل لمحاسبة الأفراد والقادة المسؤولين عن الجرائم، وضمان تحقيق العدالة للضحايا والمتضررين.

قد يعجبك ايضا