الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من “كارثة إنسانية” في أفغانستان
حذر الأمين العام للأمم المتحدة من خطر الانهيار الكامل للخدمات في أفغانستان، وحث الدول الأعضاء على بذل جهود كبيرة من أجل شعب أفغانستان “في أحلك أوقات العوز”، وعلى توفير التمويل المرن والشامل وفي الوقت المناسب.
وفي بيان صدر عنه أمس الثلاثاء، حث الأمين العام للأمم المتحدة، “أنطونيو غوتيريش”، جميع الدول الأعضاء على المساعدة في ضمان حصول العاملين في المجال الإنساني على التمويل وحق الوصول والضمانات القانونية التي يحتاجون إليها للبقاء وتقديم الخدمات.
وقال السيد “غوتيريش”: “في اليوم الذي تدخل فيه أفغانستان مرحلة جديدة، أود أن أعرب عن قلقي البالغ إزاء الأزمة الإنسانية والاقتصادية المتفاقمة في البلاد، وخطر الانهيار الكامل للخدمات”.
وأعلنت الأمم المتحدة أنها ستنشر في الأسبوع المقبل، تفاصيل الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحا ومتطلبات التمويل خلال الأشهر الأربعة المقبلة في نداء عاجل لأفغانستان.
وقال بيان السيد “غوتيريش” إن الناس في أفغانستان يفقدون إمكانية الوصول إلى السلع والخدمات الإنسانية كل يوم، محذرا من “كارثة إنسانية تلوح في الأفق.”
اليوم، ما يقرب من نصف سكان أفغانستان – 18 مليون شخص – يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. واحد من كل ثلاثة أفغان لا يعرف من أين ستأتي وجبته المقبلة.
ومن المتوقع أن يصاب أكثر من نصف الأطفال دون سن الخامسة بسوء التغذية الحاد في العام المقبل. ويفقد الناس الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية كل يوم.
وقال السيد “غوتيريش” في البيان: “الآن، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج الأطفال والنساء والرجال الأفغان إلى دعم وتضامن المجتمع الدولي. إن التزام النظام الإنساني بالبقاء وتقديم المساعدة لن يتزعزع”.
ودعا الأمين العام إلى الإسراع بإدخال المزيد من الطعام والمأوى والإمدادات الصحية إلى البلاد بسرعة في خضم الجفاف ومع قرب حلول فصل الشتاء.
وقال “غوتيريش”: “أدعو جميع الأطراف إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بأمان ودون عوائق للإمدادات المنقذة للحياة والمستدامة، وكذلك لجميع العاملين في المجال الإنساني – رجالا ونساء.”
وفي المؤتمر الصحفي اليومي من المقر الدائم في نيويورك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، “ستيفان دوجاريك”، إن السيد “غوتيريش” عقد اجتماعا مطولا مع ممثلي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، أول أمس الاثنين، “وأخبرني أن الأجواء كانت لطيفة وبنّاءة”.
وأشار “دوجاريك” إلى أن ذلك يُعدّ جزءا من الجهود المتواصلة في محاولة للتوصل إلى الوحدة داخل مجلس الأمن ومقاربة الأساليب المختلفة للمجتمع الدولي حول الوضع في أفغانستان، وجزءا من الاتصالات الدبلوماسية المكثفة التي أجراها السيد “غوتيريش” منذ بداية هذه المرحلة من الأزمة.
وقد قدمت الأمم المتحدة هذا العام مساعدات إلى ثمانية ملايين شخص. وفي الأسبوعين الماضيين، قامت الوكالات بتسليم المواد الغذائية إلى 80 ألف شخص، وحزم الإغاثة لآلاف العائلات النازحة. وبالأمس، تم نقل 12.5 طنا متريا من الإمدادات الطبية جوا إلى البلاد.
اقرأ أيضاً: مجلس الأمن يؤكد أهمية إلا تصبح أفغانستان مجددا ملاذا آمنا للإرهاب