الأمم المتحدة تطلق مشروع لزرع الأمل في قلوب الناجين من أعمال ارهاب مضت
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – وصف أحد الناجين الحالة التي أصابته عندما ضرب تفجير إرهابي مقر الأمم المتحدة في بغداد قبل عشرين عام قائلاً: “تكومت الأشياء والركام فوقي ولم أشعر إلا بيد تسحبني”.
كان داركو موسيبوب من بين ناجين آخرين من هجمات إرهابية رووا تجاربهم أثناء فعالية نظمتها الأمم المتحدة اليوم الاثنين بمناسبة اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم.
رغم الحزن والأسى الذي اعترى موسيبوب بعد انتشاله من بين ركام التفجير، نهض مجددا قائلاً: “أردت أن أساعد، كما تعلمنا من الماضي”.
مضيفاً: “لقد أصبحت لدينا دراية بما نحاول القيام به وكيف يمكن فعله وكيف نستطيع القيام به لمساعدة الناس”.
وفي ركن آخر من العالم، تجسد الإرهاب والمعاناة في صورة أخرى تعرضت لها غريس أكان وهي ناجية أخرى من أوغندا.
قالت أكان إنها كانت نائمة في نزل المدرسة عندما هاجمت جماعة جيش الرب للمقاومة المكان واختطفتها هي وأخريات لتبقى رهينة لدى الجماعة لمدة ثماني سنوات.
وفي افتتاح الحدث الذي نُظم بمناسبة هذا اليوم، شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش على أهمية التزام الجميع “بمؤازرة ضحايا الإرهاب والناجين منه وإعلاء أصواتهم والعمل معا من أجل أن تبقى ذكرى مَن أُزهقت أرواحهم أو غُيَّرت حياتهم بسببه حاضرة في الأذهان إلى الأبد”. ودعا إلى العمل “في سبيل بناء مستقبل أفضل لنا جميعا”.
كما أشاد: “بالعمل الاستثنائي الذي يقوم به الضحايا والناجون الذين عقدوا العزم على تسخير تجاربهم في سبيل إحداث التغيير المنشود”.
سارة تومولي كانت طفلة أثناء هجمات 11 أيلول/سبتمبر عام 2001، لكنها فقدت والدها.
وتعتقد تومولي رغم الفقدان أنه من المهام إبقاء ذكرى والدها حية وأن تتحدث عن ألمها “كي يعلم آخرون أن هناك من عاش تجربتهم وأن هناك ألما وفقدانا عاما. إنه أمر جميل أن تخلد الأمم المتحدة ذكرى أحبتنا”.
وفي الهند، يشعر كارامبير سينغ كانغ بنفس الألم بعد أن فقد أسرته في هجمات مومباي عام 2008.
وقال كانغ: “يمكن أن يقع الإرهاب في أي وقت وفي أي مكان. يجب أن تلقي الأمم المتحدة بكل ثقلها للتعامل مع هذه القضايا التي تؤثر علينا جميعا. يجب أيضا أن تتعاون الدول كافة لوضع حد لهذا البلاء”.
“الاستفادة من مخلفات الماضي لزرع بذور الأمل وبناء مستقبل يسوده السلام” هو موضوع هذا العام لليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم.
وقال الأمين العام: “نرحب بتدشين مشروع الاستفادة من مخلفات الماضي الذي يعين على نشر شهاداتهم ليستمع إليها العالم في قاطبة أنحائه”.
وقال المدير التنفيذي لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف في كلمته أثناء الفعالية التي جرت عبر الفيديو، إن المشروع يهدف إلى إظهار كيف يستطيع الضحايا والناجون خلق إرث إيجابي في أعقاب تعرضهم للإرهاب.
وأضاف أن أهم ما يميز هذا المشروع هو تسليط الضوء على الأمل الذي يتحلى به الضحايا والناجون وقدرتهم على الصمود، وشجاعتهم وقوتهم، و”كيف يطبعون إرثهم في ذاكرتنا الجماعية من خلال تذكر الماضي”.
وقال فورونكوف إن الإرهاب لا يحترم الجنسية أو العرق أو أو النوع الاجتماعي أو السن أو المكان، لذا “يجب علينا جميعا في رباطنا المشترك كبشر، أن نقف ضده وأن نعمل مع الضحايا لبناء مستقبل أفضل”.
كثير من الناجين يعملون على تحقيق هذا الهدف ومنهم غريس أكان التي أسست مع نساء أخريات شبكة لمناصرة النساء، كي تشكل بارقة أمل لكل الضحايا والناجين.