الأردن: إدانة اعتقال رسام الكاريكاتير عماد حجاج على خلفية التعبير والنشر
جنيف- أدان مجلس جنيف للحقوق والحريات(GCRL)، بشدة، اعتقال السلطات الأردنية، رسام الكاريكاتير الأردني من أصل فلسطيني، عماد حجاج، على خلفية حرية الرأي والتعبير، بعد نشره كاريكاتير ينتقد اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل.
ووفق متابعة المجلس، فقد اعتقلت السلطات الأردنية، بناء على قرار من مدعي عام عمان، مساء الأربعاء الموافق 26/8/2020، عماد عيد حجاج (53 عامًا)، رسام الكاريكاتير المعروف بشخصية “أبومحجوب” الساخرة، على ذمة التحقيق جراء رسم كاريكاتوري صنفته تلك السلطات أنه مسيء لدولة شقيقة.
عمل حجاج عمل في عدّة صحف محلية وعربية، تتناول رسوماته الوضع السياسي في الشرق الأوسط والعالم، بالإضافة إلى المواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشغل المجتمع الأردني من خلال شخصية أبو محجوب الكارتونية.
ورأى المجلس أن اعتقال حجاج، يأتي في إطار تصاعد انتهاكات الحق في حرية الرأي والتعبير في الأردن، والتي كان من آخرها المضايقات والاعتقالات لتقييد التغطية الإعلامية للاحتجاجات النقابية والشعبية على الإغلاق التعسفي لـ”نقابة المعلمين الأردنيين” في 25 يوليو/تموز 2020.
فقد اعتقلت السلطات الصحفيين باسل العكور، ناشر صحيفة الاردن jo24 الإلكترونية، في 27 يوليو الماضي بتهمة مخالف أمر منع النشر، واعتقل ليث الجنيدي، وهو صحفي ومصوّر لدى “وكالة الأناضول” التركية ولديه خبرة لأكثر من 10 سنوات، أثناء تغطيته لاحتجاجات المعلمين في إربد، مدينة في شمال الأردن، في 9 أغسطس/آب.
كما تعرض صحفيان آخران للضرب على أيدي قوات الأمن أثناء محاولتهما تغطية احتجاجات المعلمين في الآونة الأخيرة.
وتأتي هذه الانتهاكات في إطار سياق أكبر من خنق الحريات والمس بالعمل النقابي، والذي بلغ ذروته في في 25 يوليو/تموز 2020، عندما داهمت الشرطة مقر نقابة المعلمين في عمان و11 من فروعها في مختلف أنحاء البلاد، وأغلقتها، واعتقلت جميع أعضاء مجلس النقابة الـ 13 دون مسوغات قانونية.
تبع ذلك تفريق قوات الأمن لتجمعات سلمية للمعلمين واعتقال العشرات منهم قبل أن يجري الإفراج عنهم تباعا.
أكد مجلس جنيف للحقوق والحريات، أن الرسم الكاريكاتيري يعد واحداً من أشكال التعبير عن الرأي، وهو حق كفلته القوانين المحلية ومواثيق حقوق الإنسان.
ويذكر أن المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أكدت أن لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.
وإذ طالب المجلس بالإفراج الفوري عن رسام الكاريكاتير عماد حجاج، وإبطال التهم الموجهة إليه، فإنه شدد على ضرورة وقف توظيف القضاء ونصوص القوانين والأوامر الإدارية؛ لإضفاء شرعية على قرارات اعتقال الصحفيين وتقييد الحريات وتكميم الأفواه.
اقرأ أيضا: سكاي لاين تدين توقيف رسام كاريكتير في الأردن