استنكار كبير لاعتقال السلطات البحرينية لمعارض بارز لانتقاده الحكومة
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – قامت السلطات البحرينية باعتقال معارض بارز لقيامه بانتقاد الحكومة بعد انضمامها إلى قوة العمل بحرية دولية التي تم تشكيلها لردع هجمات ميليشيا الحوثي اليمنية على السفن.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز قال محامي إبراهيم شريف، الناشط اليساري والزعيم السابق لجمعية العمل الوطني الديمقراطي البحرينية، وهي حزب معارض حلته الحكومة، إنه اعتقل يوم الأربعاء.
وجاء اعتقاله وسط استياء متزايد في البحرين بشأن العلاقات الدبلوماسية للحكومة الاستبدادية مع إسرائيل، والتي تأسست عام 2020 في صفقة بوساطة أمريكية تسمى “اتفاقات أبراهام”.
كما سلط اعتقاله الضوء على التحديات التي يواجهها الحكام العرب المتحالفون مع الولايات المتحدة بينما يواصلون التعامل مع الغضب الواسع النطاق تجاه إسرائيل والولايات المتحدة.
وكانت البحرين، وهي دولة جزيرة يبلغ عدد سكانها حوالي 1.6 مليون نسمة، الدولة العربية الوحيدة التي انضمت إلى فرقة العمل التي تقودها الولايات المتحدة، والتي أُعلن عنها يوم الاثنين.
وشهدت تدفقا للدعم الشعبي للفلسطينيين وتصاعدا في العداء تجاه إسرائيل والولايات المتحدة منذ بدء الحرب.
ويقول الحوثيون، وهم ميليشيا تدعمها إيران وتحكم معظم شمال اليمن، إن هجماتهم الأخيرة بالصواريخ والطائرات بدون طيار على السفن في البحر الأحمر هي محاولة لإجبار إسرائيل على إنهاء قصفها لغزة والسماح بالتدفق الحر للمساعدات الغذائية والطبية إلى الجيب.
ودفعت هجماتهم شركات الشحن إلى إعادة توجيه سفنها بعيدا عن البحر الأحمر، وهو نقطة اختناق رئيسية للتجارة العالمية.
بعض السفن التي استهدفوها ليس لها علاقة واضحة بإسرائيل، وقد تسببت بأضرار محدودة، ومع ذلك، أدت حملة الميليشيا إلى زيادة شعبيتها في جميع أنحاء المنطقة.
جاء اعتقال السيد شريف بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء كتب فيها أن “الحكومة غير المنتخبة” في البحرين اتخذت قرارها “دون أي اعتبار لموقف الشعب البحريني”، وفقًا لمحاميه، سامي الصيادي.
وقال شريف: “من المعيب أن تكون سياستنا الخارجية ومواقفنا تجاه الحرب والسلام والتحالفات الدولية مرتبطة بما تريده أميركا” وأعرب عن امتنانه لـ”إخواننا في اليمن”.
وعندما سألت صحيفة نيويورك تايمز عن اعتقال شريف، قالت الحكومة البحرينية في بيان لها إن “الشخص محتجز” بتهمة “دعم منظمة إرهابية محظورة”، دون توضيح ماهية تلك المنظمة.
وقالت الحكومة إن “جميع الحقوق القانونية مكفولة ومحمية وفقا للقانون”، مضيفة أن القضية أحيلت إلى النيابة العامة.
وسحقت البلاد، حيث تحكم عائلة مالكة سنية أغلبية سكانها من الشيعة، انتفاضة الربيع العربي في عام 2011 بمساعدة المملكة العربية السعودية والإمارات المجاورتين.
وقد سُجن شريف مرات عدة، بما في ذلك في الفترة من 2011 إلى 2015.
وبعد وقت قصير من الإعلان عن مشاركة البحرين في فرقة العمل، دعا البحرينيون إلى تنظيم احتجاج يوم الجمعة.
ونددت جمعية الوفاق، وهي حزب معارض بارز حلته الحكومة رسميا، بقرار الحكومة، قائلة إنه يجعل البحرين “شريكا مباشرا في سفك الدماء الفلسطينية”.
وقال أحمد الوداعي، مدير المناصرة في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، وهي منظمة لحقوق الإنسان مقرها في لندن، إن السيد شريف اعتقل لمجرد “ممارسة حقه في حرية التعبير السلمي”.
وقال الوداعي: “إن الحكومة الأمريكية متورطة بشكل مباشر في اعتقاله لأنها اختارت الشراكة مع حليف مسيء” مضيفة “إننا نحثهم على الدعوة علناً إلى إطلاق سراحه الفوري وغير المشروط”.