اعتقال الصحفي محمد الأطرش ينتهك حرية الإعلام والحقوق الدولية

الأراضي الفلسطينية – يدين مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين (PJPS) اعتقالَ الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية الصحفيَّ محمد الأطرش، اليوم الخميس، بعد منعه من تغطية العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.

ووفقاً للمعلومات التي جمعها المركز، فقد تم اعتقال الأطرش من منزله في الخليل فجر اليوم، ونُقل بعد ساعات إلى محكمة الخليل، حيث يُخضع للتحقيق من قبل النيابة العامة في المدينة.

ويرى المركز أن اعتقال الصحفي محمد الأطرش يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الصحفيين في تغطية الأحداث بحرية، وهو ما يكفله القانون الفلسطيني والدولي، مشيرًا إلى أن منع الصحفيين من أداء واجبهم المهني يعد تقييداً لحرية الإعلام، وهو أمر غير مقبول في ظل أي ظرف.

ولم تصدر السلطة الفلسطينية أي بيان رسمي يوضح أسباب اعتقال الأطرش أو التهم الموجهة إليه.

يُعتبر اعتقال الصحفيين ومنعهم من تغطية الأحداث انتهاكاً للمواثيق الدولية التي تكفل حرية الإعلام، بما في ذلك المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي تنص على أن “لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية”.

كما أن القانون الأساسي الفلسطيني لعام 2003 يكفل حرية الرأي والتعبير، وينص على أن “حرية الصحافة والطباعة والإعلام مكفولة، ولا يجوز فرض رقابة على وسائل الإعلام”. ومع ذلك، تشهد الضفة الغربية بشكل متكرر حوادث تنتهك حقوق الصحفيين، سواء من قبل السلطة الفلسطينية أو القوات الإسرائيلية.

ومحمد الأطرش يعمل صحفياً مستقلاً منذ عدة سنوات، وسبق أن غطى العديد من الأحداث العسكرية والسياسية في الضفة الغربية، مما جعله عرضة للاعتقالات والتحقيقات المتكررة من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وجمدت اللجنة الوزارية المشتركة التابعة للحكومة الفلسطينية، والمكوّنة من وزارات الثقافة والداخلية والاتصالات، أنشطة قناة الجزيرة في فلسطين، بما يشمل وقف بثها وتعليق عمل مكتبها والعاملين فيها بشكل مؤقت، بدعوى تسوية أوضاعها القانونية وفق الأنظمة والقوانين المحلية في الأول من يناير الجاري.

ويشير المركز إلى أن اعتقال الأطرش يمثل مساسًا خطيرًا بالحقوق والحريات الأساسية، ويشكل تهديدًا مباشرًا لحرية العمل الصحفي، مما يقوّض الجهود الرامية إلى نقل الحقائق إلى الرأي العام بشكل مهني وشفاف. كما حذر من أن هذه الممارسات تساهم في خنق الحريات الإعلامية وتقويض دور الصحفيين في تغطية الأحداث بشكل مستقل.

يدعو مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين إلى احترام حرية الصحافة والتعبير، وضمان عدم تعرض الصحفيين لأي شكل من أشكال التضييق أو الملاحقة بسبب أدائهم لعملهم وإطلاق سراح الزميل محمد الأطرش دون قيد أو شرط.

كما يحث المؤسسات الحقوقية والمنظمات الدولية والإعلامية على التحرك العاجل للوقوف بحزم أمام هذه الممارسات، والعمل على حماية الصحفيين ودعم حقهم في ممارسة مهنتهم دون تهديد أو مضايقة.

وتأتي هذه الحالة في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تصاعداً في العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، مما يزيد من أهمية دور الصحفيين في تغطية الأحداث ونقل الحقيقة للرأي العام.

وكانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية أوقفت الصحفية جيفارا البديري، مراسلة قناة الجزيرة، ومصور القناة، أثناء تغطيتهما عملية تحرير أسرى من سجن عوفر التابع للاحتلال الإسرائيلي، لعدة ساعات في مقر شرطة بيتونيا، قبل أن تفرج عنهما مساء الأحد الماضي.

قد يعجبك ايضا