إيران: كرديَّتان معرضتان لخطر الإعدام

(بيروت) – قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم إن امرأتين كرديتين، هما بخشان عزيزي ووريشه مرادي، تواجهان إعداما محتملا وشيكا في إيران.

في 8 يناير/كانون الثاني 2025، أيدت المحكمة العليا الإيرانية حكم الإعدام بحق بخشان عزيزي، المتهمة بالانتماء إلى “حزب الحياة الحرة الكردستاني” (بيجاك) و”التمرد المسلح ضد الدولة”، بحمل السلاح لتحقيق أهداف الجماعات المعارضة للدولة. في مقابلة مع صحيفة “شرق ديلي” في 8 يناير/كانون الثاني، قال أمير رئيسيان، محامي عزيزي، إن الفرع 39 من المحكمة العليا أيد حكم الإعدام دون النظر في العيوب الكثيرة في القضية التي استشهد بها فريقها القانوني في استئنافها. في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، حكمت “المحكمة الثورية” في طهران أيضا على وريشه مرادي، وهي سجينة كردية أخرى، بالإعدام بتهمة “التمرد المسلح ضد الدولة” بالجهود المسلحة لتعزيز أهداف الجماعات المعارضة للدولة، حسب “شبكة حقوق الإنسان في كردستان”.

قالت ناهيد نقشبندي، باحثة إيران بالإنابة في هيومن رايتس ووتش: “تستخدم السلطات الإيرانية عقوبة الإعدام سلاحا لسحق المعارضة، وتستهدف بشكل غير متناسب النشطاء السياسيين والأقليات العرقية في محاولة متعمدة لبث الخوف”.

اعتقلت السلطات عزيزي، وهي أصلا من مهاباد، في طهران في 4 أغسطس/آب 2023، مع والدها عزيز عزيزي وشقيقتها بيرشانج عزيزي وشقيقة زوجها حسين عباسي. أفرِج عن أفراد أسرتها بكفالة بعد أسبوعين. منعت السلطات عزيزي من الوصول إلى محام والزيارات العائلية لأربعة أشهر. حكم عليها الفرع 26 من المحكمة الثورية في طهران بالإعدام في 23 يوليو/تموز 2024، بتهمة “التمرد المسلح ضد الدولة” و”العضوية في جماعات معارضة”.

حظي قرار تأييد الحكم ضدها باهتمام كبير وأثار احتجاجا واسع النطاق. وقَّع أكثر من 3,400 فنان وكاتب وصحفي وناشط سياسي ومدني ومواطنين آخرين على بيان يعبرون فيه عن معارضتهم الشديدة للحكم. قالوا إنه لا يمكن لأي مجتمع تحقيق العدالة بالإعدامات، وأن عقوبة الإعدام ليس لها مكان في السعي لتحقيق العدالة. انضمت شخصيات بارزة مثل أتينا دايمي، ناشطة حقوقية، وجعفر بناهي، مخرج سينمائي إيراني، وإسماعيل بخشي، ناشط إيراني، في التعبير عن اعتراضهم الشديد على الحكم، وإدانته باعتباره عملا قمعي.

مرادي عضو في “جمعية المرأة الحرة لشرق كردستان”. اعتقلت قوات الأمن مرادي في مدينة سنندج بمحافظة كردستان في أغسطس/آب 2023. أفاد “مركز حقوق الإنسان في إيران” أنها نُقلت لاحقا إلى سجن إيفين، حيث احتُجزت في الحبس الانفرادي لمدة خمسة أشهر وتعرضت للتعذيب.

أفادت شبكة حقوق الإنسان في كردستان أن السلطات لم تسمح لها بالدفاع عن نفسها، وأن القاضي الذي ترأس الجلسة لم يسمح لمحاميها بتقديم دفاع.

في 7 يناير/كانون الثاني، أيدت المحكمة العليا في طهران أيضا أحكام الإعدام بحق بهروز إحساني إسلاملو ومهدي حسني، وكلاهما محتجزان في سجن إيفين بتهمة “التمرد المسلح ضد الدولة” و”شن حرب ضد الله” و”الإفساد في الأرض” و”التجمع والتآمر ضد الأمن القومي”، حسب “وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان”. اعتُقل إحساني، وهو ناشط سياسي، بعد انضمامه إلى الاحتجاجات التي عمت البلاد عام 2022 في طهران، واتُّهم بالانتماء إلى “منظمة مجاهدي خلق”، وفقا لـ “بي بي سي فارسي”.

اعتقلت قوات الأمن إحساني في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 في طهران، واعتقلت حسني في زنجان في 9 سبتمبر/أيلول 2022، متهمة إياه بالانتماء إلى منظمة مجاهدي خلق.

في 2024، أعدمت السلطات الإيرانية 901 شخصا على الأقل، حسب “المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين”، مع ارتفاع عدد النساء اللاتي أُعدِمن. كانت معظم الإعدامات في العام الماضي بسبب جرائم تتعلق بالمخدرات، لكن أعدمت السلطات أيضا المعارضين والأشخاص المرتبطين باحتجاجات عام 2022.

قالت نقشبندي: “على المجتمع الدولي الضغط بلا هوادة على إيران لوقف جميع الإعدامات، وخاصة التي تستهدف السجناء المعتقلين بسبب نشاطهم السياسي مثل بخشان عزيزي ووريشه مرادي”.

قد يعجبك ايضا