إنقاذ 36 مهاجرا قبالة السواحل اللبنانية.. هل يتحول لبنان إلى نقطة انطلاق باتجاه أوروبا؟
يبدو أن رياح قوارب الموت عادت لتهب من السواحل اللبنانية باتجاه نظيرتها الأوروبية، مع إعلان اليونيفيل أمس الإثنين إنقاذ 36 شخصا في المياه الدولية قبالة الشواطئ اللبنانية، كانوا يعتزمون الوصول إلى قبرص.
وشهدت السواحل الشمالية اللبنانية مؤخرا انطلاق عدد من تلك القوارب المحملة بالمهاجرين اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين، الساعين لحياة جديدة وآمنة، إلى السواحل الأوروبية.
أعلنت قوة حفظ السلام في لبنان “يونيفيل“، التابعة للأمم المتحدة، أن دورية بحرية تابعة لها أنقذت أمس الإثنين 36 شخصاً كانوا على متن قارب في المياه الدولية قبالة الشواطئ اللبنانية، غالبيتهم من الجنسية السورية.
ولم تتّضح على الفور الوجهة التي كان القارب يقصدها، علما أن السلطات اللبنانية والقبرصية سبق أن رصدت في الأسابيع الأخيرة محاولات عدة للخروج من لبنان على متن قوارب مماثلة.
وقالت يونيفيل في بيانها إن قواتها البحرية “حددت صباح اليوم (الإثنين) مكان مركب خارج المياه الإقليمية اللبنانية وعلى متنه 37 شخصاً، وللأسف كان أحدهم متوفياً”.
ونقلت السفينة التابعة للقوة الأممية ركاب المركب الـ36 إلى متنها لتلقي العلاج.
وقال رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول “هذه حادثة مأساوية للغاية، ويبذل جنود حفظ السلام التابعون لقوة اليونيفيل البحرية قصارى جهدهم لإنقاذ حياة هؤلاء الأشخاص. أولويتنا الأولى ضمان سلامة الأشخاص الـ36 الذين أنقذناهم للتو”.
المتحدّثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ليزا أبو خالد، قالت إن القارب كان على متنه 25 سوريا وثمانية لبنانيين وثلاثة من جنسيات أخرى.
وتابعت أبو خالد أن الركاب الذين تم إنقاذهم “وصلوا بعد ظهر اليوم (الإثنين) إلى مرفأ بيروت، وتم تسليمهم إلى الصليب الأحمر ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والسلطات اللبنانية”.
وأوضحت أنه “تم نقل بعضهم إلى المستشفى، فيما وزّعنا الطعام والمياه والملابس” على الآخرين.
وأظهرت صورة نشرتها يونيفيل على موقعها الإلكتروني أشخاصا يجلسون على متن السفينة، فيما كان أحد العناصر يحمل طفلاً.
ووفقا لشهادات من أشخاص قريبين من أحد المهاجرين الذين كانوا على متن القارب، تعرض المهاجرون لعملية احتيال من قبل المهربين، الذين وعدوهم بأنهم سيلحقون بهم على متن قارب يحمل مواد غذائية ومياه ومحروقات وستر نجاة، بعد أن كان المهاجرون قد سددوا ثمن تلك الحاجيات مسبقا.
إلا أن المهربين لم يفوا بالتزامهم، فنفد الوقود على القارب وتاه المهاجرون في البحر حتى وصلوا المياه الإقليمية التركية، فاعترضتهم دورية لخفر السواحل التركي وأجبرتهم على العودة.
ووفقا للشهادات التي حصل عليها مهاجر نيوز، راح ضحية تلك الرحلة أربعة أشخاص، طفلين وامرأة ورجل مسن. وتخلص ركاب الزورق من جثث الرجل والطفلين بعد وفاتهم بساعات خوفاً من انتشار الأمراض بينهم.
وحتى الساعة لم يصدر أي بيان رسمي عن الجهات القائمة بالتحقيق.
واعترضت السلطات اللبنانية والقبرصية خلال الأسابيع الماضية عددا من المراكب، كانت تقل لبنانيين وسوريين بصورة غير شرعية إلى قبرص، التي تقع على بعد 160 كيلومتراً فقط من الساحل اللبناني.
وأعلن الجيش اللبناني في الثامن من الشهر الجاري إحباط “عملية تهريب” لعدد من الأشخاص إلى قبرص، بعد أربعة أيام من اعتراض السلطات القبرصية قبالة سواحل الجزيرة قارباً يقل لبنانيين وسوريين وإجبارهم على العودة إلى لبنان.
ويستضيف لبنان 1,5 مليون لاجئ سوري، نحو مليون منهم مسجلون لدى الأمم المتحدة. كما تقدّر الحكومة وجود أكثر من 174 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان، في حين تفيد تقديرات غير رسمية أن عددهم يقارب 500 ألف.
ويشهد لبنان منذ عام انهيارا اقتصاديا هو الأسوأ في تاريخه الحديث، فاقمه انتشار فيروس كورونا المستجد ثم الانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس وأوقع أكثر من 190 قتيلاً و6500 جريح.
اقرأ أيضاً: قبرص تتحرك لوقف قوارب المهاجرين غير الشرعيين من لبنان