إلغاء عقود العاملين اليمنيين في المناطق الجنوبية السعودية يحمل دلالات تمييزية في اليمن

قالت منظمة سام للحقوق والحريات إنها تنظر بقلق واستغراب شديدين لقرار المملكة العربية السعودية، القاضي بإلغاء عقود العمالة اليمنية في المناطق الجنوبية خلال أشهر دون ارتكابهم أية مخالفة.

وأكدت على أن ذلك القرار يستند إلى أبعاد سياسية خاطئة ويحمل دلالات تمييزية غير مقبولة، داعية تلك السلطات إلى التراجع عن قرارها لما يشكله من مخالفة واضحة لقواعد القانون الدولي.

وبيَّنت المنظمة في بيان صدر عنها الخميس، أن تبعات القرار الحالي في حال تم تطبيقه، سيعني مزيدًا من الأشخاص الذين يفقدون مصدر رزقهم في وقت تشهد فيه اليمن تراجعًا حادًا في المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية وينذر باحتمالية وقوع أزمة جديدة بعد ترحيل أولئك العمال لا سيما وأن معظم عوائلهم تعتمد عليهم بشكل أساسي في الحصول على المتطلبات الأساسية.

وذكرت “سام” أنه وفقًا لمصادر إعلامية محلية متعددة، فقد أصدرت السلطات السعودية قرارًا غير معلن، يقضي بإلغاء جميع عقود اليمنيين العاملين في مناطق جازان ونجران الحدودية مع اليمن.

ووفقاً للمصادر أيضاً فقد أمهلت السلطات السعودية مواطني المملكة أربعة أشهر من الآن من أجل تسريح جميع العاملين اليمنيين لديهم واستبدالهم بعمالة من جنسيات أخرى دون ذكر الأسباب.

وأشارت المنظمة إلى أن السلطات السعودية لم تعلن بشكل رسمي عن هذا القرار، كما لم تنف الأخبار المتداولة حول إلغاء عقود العاملين اليمنيين، واحتمال ترحيلهم إلى اليمن، ولم يصدر توضيح يؤكد أو ينفي قرار ترحيل اليمنيين من قبل الحكومة اليمنية حتى الآن.

أكدت سام من مصادر متعدده بما فيهم عاملين في مؤسسات اكادمية إن إدارة الموارد البشرية أصدرت تعميم بانهاء عقود جميع اليمنيين.

كما ونشر العديد من العمال اليمنيين في المملكة السعودية، منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ذكروا فيها أنهم تلقوا إشعارات من السلطات بإنهاء التعاقد معهم بدون سابق إنذار، وضرورة إنهاء أعمالهم خلال ثلاثة أشهر.

ويتضمن ذلك إلغاء عقود مساكنهم المستأجرين فيها، وترحيل من لم يستطع الحصول على عقد عمل في مناطق أخرى بعيداً عن هذه المناطق الجنوبية.

كما ذكرت مصادر إعلامية يمنية أن السلطات السعودية وجهت بطرد كافة الأكاديميين والأساتذة الجامعيين اليمنيين العاملين في الجامعات السعودية بالجنوب.

حيث أشار موقع “المصدر أونلاين” إلى تصريحات أكاديمي يمني يدرّس في إحدى الجامعات السعودية بالجنوب، الذي أكد “أن جامعة نجران في جنوب المملكة العربية السعودية أبلغت جميع المتعاقدين اليمنيين معها بإنهاء عقودهم”.

وأضاف: “أنه يدور حديث عن إجراءات مشابهة ستمتد إلى جامعات ومؤسسات أخرى عامة وخاصة في جنوب المملكة العربية السعودية”.

ولفتت “سام” في بيانها، إلى أن الروابط التاريخية التي تربط مناطق جازان ونجران الحدودية مع اليمن ذات روابط كبيرة مشيرة إلى روابط القرابة بين القبائل والمناطق الجنوبية السعودية إضافة للعادات المشتركة بين السكان .

هذا ويرجح بعض المحللين أن سبب قرار السلطات السعودية ترحيل اليمنيين من جنوب السعودية أمني بسبب هجمات الحوثيين المستمرة على تلك جازان ونجران الحدودية مع اليمن بالطائرات المسيرة والصواريخ.

لكن العمالة ترفض مثل هذه التحليلات على اعتبار أنهم يتضررون من تلك الهجمات بنفس الضرر الذي يصيب المواطن السعودي والطائرات والصواريخ تطلق من اليمن.

أكدت “سام” على التبعات الخطيرة على الأوضاع الاقتصادية داخل اليمن في حال تم تنفيذ هذا القرار لا سيما وأنه يوجد داخل المملكة حوالي 3 مليون يمني والذين يُعتبرون الداعم الأساسي الأول للاقتصاد اليمني.

وأكدت سام أيضاً أنه في حال تم ترحيل العمال منهم فإن الأمر سيتسبب بكارثة اقتصادية غير معلومة النتائج على البلد الذي يعاني من نقص حاد في معظم الاحتياجات الأساسية منذ سنوات بسبب الصراع المستمر وتدخل دول التحالف العربي.

واختتمت “سام” بيانها بدعوة السلطات السعودية إلى التراجع عن قرار الترحيل، والعمل على تمكين العمالة اليمنية من التمتع بحقوقها التي كفلتها قوانين العمل السعودية والدولية.

وأكدت سام في ختام بيانها على أن تنفيذ هذا القرار سيعني تعمد المملكة السعودية خلق أزمة خانقة داخل اليمن، الأمر الذي سيُحملها التبعات القانونية الكاملة عن نتائج مثل هكذا قرار.

اقرأ أيضاً: البنك الدولي يقدم 127 مليون دولار لدعم الأمن الغذائي وسبل العيش الريفية في اليمن

قد يعجبك ايضا