إسرائيل تصعّد قتل المدنيين في “المناطق الإنسانية” في غزة

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الجيش الإسرائيلي صعّد في الأيام الأخيرة استهدافه للنازحين الفلسطينيين داخل منطقة المواصي غرب خانيونس، والتي سبق أن أعلنتها إسرائيل “منطقة إنسانية آمنة”. إلا أن الواقع، بحسب المرصد، حوّلها إلى “مصيدة موت” تُرتكب فيها انتهاكات يومية بحق المدنيين، في إطار سياسة ممنهجة لنفي أي إمكانية لوجود ملاذ آمن في غزة.

وأكد المرصد أن قوات الاحتلال تطلق النار بشكل مباشر على الخيام، مستخدمة قناصة وطائرات مسيّرة ومدفعية، إضافة إلى الغارات الجوية. وأشار إلى توثيق عشرات القتلى والجرحى جراء هذه الهجمات خلال الأسابيع الماضية.

من بين الضحايا: أحلام رائد فايز الشاعر (26 عامًا)، أم لطفلين، قُتلت برصاص طائرة مسيرة إسرائيلية بينما كانت تعد الشاي لأطفالها في خيمتها يوم 1 سبتمبر.

الصحافية إيمان أحمد الزاملي، قُتلت برصاص الاحتلال قرب مواصي خانيونس أثناء محاولتها الحصول على مياه الشرب يوم 2 سبتمبر.

الأكاديمي والصحافي حسن دوحان، قُتل في خيمته يوم 25 أغسطس.

الطفلة سيلا فراس حمدان (5 سنوات)، أصيبت في 16 أغسطس بعيار ناري في ظهرها ما أدى إلى تمزق في الكبد ومعاناة صحية طويلة الأمد.

وقال والد الطفلة سيلا: “كنا نتناول طعام الغداء داخل الخيمة، فجأة أصيبت ابنتي برصاصة اخترقت ظهرها ووصلت إلى صدرها.”

وأشار المرصد إلى أن بعض المقاطع المصورة التي نشرها جنود الاحتلال تُظهرهم وهم يطلقون النار على الفلسطينيين داخل الخيام بدافع التسلية أو المراهنة فيما بينهم، ما يوضح أن الاستهداف لا يستند إلى ضرورة عسكرية بل إلى سياسة متعمدة لإيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية.

كما وثق المرصد قصفًا مدفعيًا وجويًا متكررًا على خيام النازحين، كان أفظعه في 23 أغسطس، حيث قُتل 15 شخصًا بينهم 11 طفلًا وامرأة في قصف إسرائيلي على المنطقة.
إلى جانب الاستهداف العسكري، يعيش عشرات الآلاف من النازحين في ظروف مأساوية:

نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب.

غياب الرعاية الصحية والأدوية الأساسية.

اكتظاظ شديد في خيام مهترئة أو العراء، دون صرف صحي.

تفشي الأمراض المعدية ومخاطر المجاعة، خصوصًا بين الأطفال وكبار السن.

ويرى المرصد أن إسرائيل تستخدم النزوح كسلاح مزدوج: تجبر المدنيين على مغادرة مناطقهم ثم تستهدفهم في أماكن النزوح نفسها، محوّلة “الملاذ” إلى أداة قتل جماعي.

وشدد المرصد الأورومتوسطي على أن استهداف المدنيين داخل ما يُسمى “المناطق الإنسانية” يشكّل جريمة إبادة جماعية وفق القانون الدولي، إذ يعكس نية واضحة لإهلاك السكان الفلسطينيين جزئيًا أو كليًا.

وطالب المرصد الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتحرك الفوري بموجب قرار “الاتحاد من أجل السلام” لعام 1950 لعقد دورة طارئة وتبني قرار عاجل لنشر قوة حفظ سلام في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق، وحماية المرافق الصحية والإغاثية.

قد يعجبك ايضا