إذاعة “دويتشه فيله” تفرض رقابة على التقارير التي تنتقد إسرائيل
قيّدت إذاعة صوت ألمانيا أو “دويتشه فيله” (DW) الشهيرة نشر التقارير التي تنتقد إسرائيل معللة ذلك بمسؤولية برلين الخاصة تجاه الدولة اليهودية بسبب الهولوكوست، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.
ومنعت هيئة تحرير الإذاعة مراسليها ومحرريها من تغطية جرائم الحكومة الإسرائيلية المتمثلة في الفصل العنصري واضطهاد الفلسطينيين، بتقديم دليل جديد أُرسل إلى فريق العمل نتيجة للتصعيد الأخير في المنطقة.
وأكدت الوثيقة الداخلية المكونة من صفحتين، التي سربت ونشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أن إرث المحرقة ومسؤولية ألمانيا الخاصة تجاه إسرائيل لا يزالان حجر الزاوية في دستور البلاد وسياستها الخارجية.
وقالت “مانويلا كاسبر-كلاريدج”، رئيسة التحرير، للموظفين “نحن في دويتشه فيله، لا نشكك أبدا في حق إسرائيل في الوجود كدولة، ولا نسمح للأشخاص الموجودين في تغطيتنا بالقيام بذلك”، حسب الوثيقة المسربة.
وأضافت “نحن لا نشير أبدا إلى نظام الفصل العنصري في إسرائيل. إننا نتجنب أيضا الإشارة إلى الاستعمار أو المستعمرين”.
وتابعت “نحن نحترم حرية الرأي والتعبير، وحق الناس في انتقاد أي من الأطراف المعنية، ومع ذلك، فإن انتقاد إسرائيل يصبح معاداة للسامية عندما تحاول تلطيخ وتشويه السمعة ونزع الشرعية عن دولة إسرائيل أو الشعب اليهودي والثقافة اليهودية بذاتها”.
وأصبحت دويتشه فيله عرضة للانتقادات بسبب تقاريرها المنحازة لعدوان الحكومة الإسرائيلية على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وتواصل منظمات حقوق الإنسان الدولية اتهام الحكومة الإسرائيلية بالفصل العنصري والقمع الممنهج والأعمال اللاإنسانية بحق الفلسطينيين.
وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” (Human Rights Watch)، في تقرير حديث لها، إن السلطات الإسرائيلية ترتكب جرائم ضد الإنسانية وجرائم فصل عنصري واضطهاد للفلسطينيين.
وذكرت المنظمة في تقريرها المؤلف من 213 صفحة الذي صدر الشهر الماضي أن “هذه النتائج تستند إلى سياسة الحكومة الإسرائيلية الشاملة للحفاظ على هيمنة الإسرائيليين اليهود على الفلسطينيين والانتهاكات الجسيمة المرتكبة بحق الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية”.
وأكدت المنظمة أن “شدة القمع في الأراضي المحتلة، بما في ذلك فرض حكم عسكري شديد القسوة على الفلسطينيين، في حين يُمنح اليهود الإسرائيليون الذين يعيشون بطريقة منفصلة في المنطقة نفسها حقوقهم الكاملة بموجب القانون المدني الإسرائيلي الذي يحترم الحقوق المدنية، ترقى إلى حدّ القمع الممنهج المطلوب لتحقيق للفصل العنصري”.
وخلال الهجمات الإسرائيلية على غزة منذ الأسبوع الماضي، قُتل ما لا يقل عن 200 فلسطيني، بينهم 59 طفلا و35 امرأة، وأصيب أكثر من 1305 آخرين، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، كذلك دمرت أو تضررت عشرات المباني في الهجوم الإسرائيلي، وقتل 10 إسرائيليين جراء إطلاق صواريخ من قطاع غزة.
وامتدت التوترات الأخيرة التي بدأت في القدس الشرقية خلال شهر رمضان المبارك إلى غزة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على المصلّين في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح.
يذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، وقامت بضم مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
اقرأ أيضاً: خبراء أمميون: العدالة والسلام يتحققان بإنهاء ومحاكمة أطول احتلال بالعالم