“وول ستريت”: ابن سلمان يمنح الشباب حريات مقابل الصمت على جرائمه
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن ولي عهد السعودية “محمد ابن سلمان” يسعى إلى تقديم عقد اجتماعي جديد مقابل الصمت على جرائمه.
وذكرت الصحيفة أن ولي العهد يريد منح الشباب السعودي حريات اجتماعية مثل الذهاب إلى السينما والرقص وارتداء الملابس غير التقليدية.
واستدركت أن ذلك “مقابل السكوت عن قمع الحريات السياسية وعدم انتقاد الحكومة”.
وسلط تقرير صحيفة أمريكية شهيرة على ولي عهد السعودية “محمد ابن سلمان” الذي بات يعد مضربًا للأمثال في الاستبداد وارتكاب الجرائم على مستوى العالم.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إن “أورتيجا” حاكم نيكاراغوا ديكتاتور وحاكم مستبد يقمع بواسطة الجيش والشرطة والمحاكم.
وأشارت إلى أنه يشبه الحكام المستبدين مثل “ابن سلمان” والرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” وجنرالات بورما.
وأكدت منظمة “الديمقراطية الآن للعالم العربي”- “DAWN” أن ولي عهد السعودية “محمد بن سلمان” يقوم بالكثير من الأفعال لتعزيز سلطاته وحكمه المستبد. وأوضحت المنظمة في بيان لها أن القمع السياسي ليس بالأمر الغريب في السعودية.
لكن في السنوات التي أعقبت صعود ابن سلمان إلى السلطة وصل الثمن الذي يجب أن تدفعه الأصوات الناقدة لمستويات مشؤومة للغاية، بحسب البيان.
وكشفت منظمات حقوقية ناشطة بالخليج تفاصيل اختفاء وتعذيب الداعية “سليمان الدويش” الذي تم إحضاره بأوامر “ابن سلمان” نفسه.
وهذه المنظمات هي “منّا لحقوق الإنسان”، وهي منظمة غير حكومية للمناصرة القانونية ومقرها جنيف. إضافة إلى منظمة “القسط لدعم حقوق الإنسان”، وهي منظمة مقرها لندن تدافع عن حقوق الإنسان في منطقة الخليج.
وتتضمن ما كشفته المنظمات تفاصيل جديدة ومروّعة حول الاختفاء القسري والتعذيب بحق الداعية السعودي “سليمان الدويش”. بما في ذلك أنه تم إحضاره مباشرة إلى بن سلمان بعد اعتقاله وتعرضه للضرب على يد ولي العهد نفسه.
وذكرت أنه تم اختطاف “الدويش” وهو شخصية دينية محافظة ومثيرة للجدل في السعودية في 22 أبريل/نيسان 2016. ولفتت المنظمات الحقوقية إلى انه تم اختطافه بينما كان في رحلة إلى مكة.
وتم ذلك بعد يوم واحد فقط من نشر سلسلة تغريدات انتقدت ضمنيًا “محمد بن سلمان” المعروف على نطاق واسع باسم “مبس”.
ونوهت إلى أن “الدويش” لم يُرَ في العلن ولم يسمع عنه شيء منذ ذلك الحين، بحسب البيان. وأشارت المنظمات الحقوقية إلى ان “الدويش” ليس معارضًا سعوديًا بأي حال من الأحوال. وبينت أن حسابه على “تويتر” الذي يتابعه أكثر من 133,000 شخص، يعكس ولاءً قويًا لأسرة آل سعود.
ونبهت إلى أن حسابه أظهر ازدراءً لا حرج فيه لحركات الاحتجاج والمعارضة السياسية في المناطق ذات الأغلبية الشيعية شرق المملكة. إضافة إلى أن “الدويش” أبدى بُغضًا شديدًا لليبرالية وعدو السعودية الإقليمي، إيران.
لكن كل ذلك لم يشفع لـ”لدويش” عند “ابن سلمان”، فقام باختطاف بمجرد انتقاده بشكل غير مباشر.
وكتب “الدويش” عن مخاطر قيام الأفراد بمنح أبنائهم المدللين صلاحيات ومسؤوليات مفرطة دون مراقبة ومحاسبة. وهذه إشارة غير مباشرة إلى الملك “سلمان” وابنه “محمد” الذي كان في ذلك الوقت يكتسب قوة سياسية جديدة.
ونقلت منظمة “منّا لحقوق الإنسان” عن مصادر قولها “جعل “ابن سلمان” “الدويش” يجثي على ركبتيه وشرع في الاعتداء عليه شخصيًا”.
وأضافت “لكمه في صدره وحنجرته، وقام بتوبيخه بسبب تغريداته، فكان الدويش ينزف بشدة من فمه وفقد وعيه”. ولاحقا، وضع “الدويش” في منشأة احتجاز غير رسمية تقع في قبو أحد القصور الملكية في العاصمة السعودية.
وأشارت منظمة “القسط” إلى أنه تم استخدام الطابق السفلي من هذا القصر لسجن وتعذيب كبار المسؤولين السعوديين. إضافة إلى أعضاء العائلة المالكة في المملكة، وذلك من قبل حاشية “محمد بن سلمان”.