مركز دراسات: السعودية والإمارات تحولتا لحلفاء متنافسين والفجوة بينهما تتصاعد
رجح مركز البيت الخليجي للدراسات والنشر تصاعد حدة التنافس بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتباعد الفجوة بينهما.
وقال المركز في ورقة بحثية إن الرياض وأبو ظبي ذاهبتان ِنحو فك الارتباط وسيسعيان بـ2022 لصياغة سياساتهما ورعاية مصالحهما وتعزيز قوتهما.
وذكر أنه وخلال آخر 4 شهور لعبت الدبلوماسية من الإمارات دورًا استباقيًا مقارنة ببقية دول الخليج الأخرى.
وبين المركز أنهما سيسعيان إلى تحسين العلاقات الثنائية مع تركيا وإيران وقطر. وأكد أنهما ستحاولان محاولة عقد تسويات سياسية للعلاقات المعقدة وصولاً لتموضع إماراتي جديد.
وأشار المركز إلى أن الرياض وأبوظبي باتا حلفاء متنافسين؛ فالإمارات ترسم مسارها الخاص في المزيد والمزيد من القضايا.
ونبه إلى التنافس بينهما وصل واشنطن، إذ أثبتت أبوظبي حجمها وثروتها الأصغر بكثير من السعودية أنها رصيد سياسي وعسكري قيِّم لها.
بينما السعودية باتت مع حكم ولي العهد محمد بن سلمان الزئبقي باتت شريكًا مزعجًا لواضعي السياسات بأمريكا.
ونوه إلى أنه ما زال يتعافى من القتل الوحشي للصحفي السعودي “جمال خاشقجي” عام 2018، وجعله منه ضيفًا غير مرحب به في البيت الأبيض.
وقال المركز إن الإمارات خطت خطوات هائلة نحو استبدال السعودية كشريك عسكري عربي مفضل لواشنطن.
كما كشفت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية عن أن تآكل العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة آخذ في الزيادة والاتساع فيما بينهما.
وأكدت الوكالة واسعة الانتشار أن التنافس بين الرياض وابو ظبي سوف يزداد حدة. وبينت أن هذه التوترات ستضع الشركات والمستثمرين في موقف حرج مع السعودية والإمارات.
وأشارت الوكالة إلى أن هؤلاء سيكونون مضطرين إلى الاختيار بين السعودية والإمارات، لأسباب سياسية وليست اقتصادية. وأوضحت أن لقاء مجلس دول الخليج لم يخف المنافسة المتزايدة بينهما.
وذكرت الوكالة أنه لم يتمكن ابن زايد و ابن سلمان من مواصلة تحالفهما إلى الأبد. ونبهت إلى أنه كانت حسابات ابن زايد الأمنية تبتعد عن مواجهة إيران، وذلك أزعج ابن سلمان
وكشفت منصة “أسباب” البحثية العربية عن الأسباب الكامنة وراء تراجع العلاقة الوثيقة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وعزت المنصة ذلك إلى تراجع “التهديدات المشتركة” التي ارتبطت بثورات الربيع العربي وصعود الأحزاب الإسلامية عن سلم الأولويات”.
وقالت إن العلاقة بين السعودية والإمارات عادت مجددا لطابعها التنافسي؛ ما سيجعل كل طرف يضع الاعتبارات الوطنية والداخلية أولوية.
وأشارت إلى أن رغبة الدول الخليجية المعتمدة على النفط في تنويع موارد الاقتصاد يزيد من حدة المنافسة بينها. وأكدت المنصة أن التنافس الاقتصادي السعودي الإماراتي “سيستمر وربما يتصاعد بين الحين والآخر”.
وبينت أن الرياض أظهرت بعدة مناسبات أنها لن تساوم حول حيازة الزعامة الاقتصادية في المنطقة مستندة لمواردها لكبيرة وحجم الاقتصاد والثقل الديموجرافي”.
وقالت صحيفة بريطانية إن السعودية نجحت باستقطاب 24 شركه متعددة الجنسيات لتأسيس مقر إقليمي في الرياض.
وأكدت صحيفة “فايننشال تايمز” أن الخطوة تأتي بإطار سعيها لتحويل عاصمتها (الرياض) إلى مركز أعمال ينافس هيمنة إمارة دبي.
وأفاد رئيس الهيئة الملكية للرياض “فهد الرشيد” بأن المجموعة الهندسية الأمريكية “بكتل” و شركه الفنادق الهندية “أويو” ستنشئ مقاراً إقليمية بالرياض.
وذكرت أن إعلان الشركات متعددة الجنسيات تأسيس مقرات لها بالرياض جاء خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي عقد بالرياض قبل أيام.
وقالت الصحيفة إن الخطوة جديدة ضمن خارطة الإصلاحات الاقتصادية الطموحة لولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”.
وبينت أن الخارطة تعرضت للاضطراب بعد جريمة مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” بقنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية بـ2 أكتوبر 2018.
لكن الشركات متعددة الجنسيات –وفق “فايننشال تايمز”- تبدو الآن أكثر ارتياحًا إزاء مخاطر السمعة المرتبطة بوجودها على الأراضي السعودية.
وأشارت إلى أنها تتطلع إلى الأرباح المحتملة من خطة “بن سلمان” لخفض اعتماد البلاد على النفط وإصلاح الاقتصاد. وبينت أن وزارة الاستثمار السعودية والهيئة الملكية وجهتا طلبات للشركات لنيل تعهد بفتح مقرات إقليمية لها في الرياض.
ونوه إلى التعهد يشمل تحويل مسار تلك الشركات التي تميل لتأسيس عملياتها الإقليمية في دبي. وذكرت الصحيفة أن شركات كبرى مثل جوجل وأمازون وعلي بابا تأخذ الطبيعة الضخمة للاقتصاد السعودي على نحو متزايد.
لكن بعض الشركات التي أعلنت الانتقال للرياض بررت ذلك بالإمكانات الاقتصادية المتاحة. ومن تلك الشركات “بكتل” التي فازت مؤخرًا بتفويض إدارة مشروع “ذا لاين”، وهو قطاع من مدينة “نيوم”.
كما سيداوم كبار المسؤولين التنفيذيين بـ”أويو” بمقرها الإقليمي الجديد في حي الملك عبد الله المالي. والمقر عبارة عن مجمع أعمال ضخم يضم 59 برجًا في شمال الرياض ويكافح لجذب المستأجرين.
بدوره قال مدير منطقة الشرق الأوسط بالشركة “مانو ميدها” الذي يعمل حاليًا بين الرياض ودبي، إن السعودية أصبحت سوقًا مهمًا لـ”أويو”.
فيما أعلنت شركة 500 Startups الأمريكية عن أن افتتاح مقرها الإقليمي بالرياض بما يعكس نمو تدفق الصفقات وحجمها خلال سنوات.
وأكدت شركة “سيمنز موبيليتي” أنها ستنشئ مقرًا رئيسيًا في السعودية. وقالت إن ذلك “للانخراط في مشاريع النقل المحتملة”.
ومع ذلك أعلنت شركة سمينز الأم، أنها ستحتفظ بمقرها الإقليمي في الإمارات. وكان “بن سلمان” أعلن بمؤتمر مستقبل الاستثمار أنه يخطط لتحويل الرياض إلى مستضيف لواحد من أكبر 10 اقتصادات في العالم.