سام تعبر عن قلقها من استهداف المدنيين في اليمن وتدعو للالتزام بقواعد الحماية
أبدت “منظمة سام للحقوق والحريات ” تخوفاً من تزايد استهداف المدنيين في اليمن خلال الأيام الماضية من قبل التحالف.
ووصفته بأنه يشكل تطوراً خطيراً في مسار الحرب في الآونة الأخيرة. وأكدت أن هذا التطور ينذر بسقوط مزيد من المدنيين العزّل، الأمر الذي يشكل انتهاكاً لقوانين الحرب.
وأكدت “سام” أن القادة الذين ينفذون الهجمات العشوائية التي تصيب أعيان مدنية يرتكبون جرائم حرب لمخالفتهم قواعد الحماية.
نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن المتحدث الرسمي للدفاع المدني بأن “مقذوفاً أُطلق محافظة صامطة في منطقة جيزان.
أطلقت المقذوف عناصر ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران من داخل الأراضي اليمنية. ما أدى إلى مقتل مواطن (سعودي) ومقيم من الجنسية اليمنية، وإصابة سبعة مدنيين بينهم مقيم من الجنسية البنجلادشية. إلى جانب تضرر محلين تجاريين و12 مركبة بأضرار مادية إثر الشظايا المتطايرة”.
وقد نشرت وكالة الأنباء السعودية على تويتر في 14 ديسمبر 2021 ” أن التحالف العربي يحضر لعملية عسكرية بنطاق أوسع. وفي إطار القانون الدولي الإنساني “. ردا على” استهداف المدنيين في جيزان ونجران ” لحماية المدنيين من مواطنين ومقيمين على أراضي المملكة”.
عبرت سام عن خشيتها من أن يؤدي هذا التطور الى سقوط مزيد من الضحايا. وأبدت مخاوفها من تدمير البنى التحية. حيث رصدت المنظمة خلال الأيام استهداف العديد من المنشآت المدنية في العاصمة صنعاء. فقد استُهدفت الجسور والطرقات بصورة مخالفة للقانون الدولي. ويتعارض هذا الاستهداف مع مبدأ التناسب المنصوص عليه في القانون الدولي.
حيث قال سكان محليون أن مقاتلات التحالف استهدفت بسلسلة غارات جوية قوات الأمن الخاصة “الأمن المركزي سابقا”. وأكد شهود أن الاستداف أصاب دار الرئاسة وجبل النهدين المطل عليها. فضلًا عن استهداف أحد الجسور جنوبي صنعاء.
وأكد السكان أيضاً تضرر عدد من المنازل والمحلات التجارية القريبة من موقع القصف في منطقة السبعين.
وعليه يجب على التحالف الإعلان الفوري عن قواعد اشتباك جديدة تضمن حماية المدنيين والمنشآت المدنية في العاصمة صنعاء وغيرها.
وقالت المنظمة إن استمرار جماعة الحوثي باستهدافها المدنيين في كل من مدينة تعز ذات الكثافة السكانية، ومدينة مأرب التي يقطنها أكثر من 2 مليون من النازحين، تسببت في سقوط العشرات من الضحايا خاصة الأطفال والنساء وتدمير عشرات المنازل. وتسببت بخلق حالة من الخوف بين السكان. وأكدت المنظمة أن هذا الاستهداف يشكل انتهاك صريح لاتفاقية جنيف ويعد جرائم ترتقي الى جرائم حرب تستوجب مسألة مرتكبيها.
وقالت سام ان راصديها سجلوا مقتل ثلاثة مدنيين، وإصابة ثمانية آخرين بينهم أطفال. هذه الخسائر وقعت بسبب سقوط صاروخ جديد اطلقته جماعة الحوثي على مجمع ال جابر في سوق شعبي جنوب مدينة مأرب.
وقد وصفتها المتظمة بالجريمة الجديده التي تستهدف المنشآت المدنية والأحياء السكانية. وقالت سام أ هذه الانتهاكات تستوجب ملاحقة القادة الذين أصدروا أوامر القصف ستتم ملاحقتهم جنائياً.
وشددت المنظمة الحقوقية من جانبها على أن استمرار التصعيد بين أطراف الصراع المختلفة واستهداف البنى التحتية يضر بالمدنيين بشكل رئيسي.
وأشارت إلى أن طيران التحالف تسبب في وقت سابق بقصف 131 جسراً بحسب ما نشرته منظمة الإرشيف اليمني الأمر. وأكدت المنظمة أن هذا أثر بشكل كبير على حركة التنقل داخل اليمن.
وكما أشارت المنظمة إلى أن ميليشيا الحوثي قامت بتفخيخ عشرات الجسور بهدف قطع المناطق اليمنية عن بعضها البعض.
وقالت المنظمة أن هذا الأمر يُعقّد الأوضاع الميدانية في اليمن ويفاقم من التحديات التي تمر بها البلاد. مع الابقاء في الذهن استمرار الحرب منذ سبع سنوات.
واختتمت المنظمة بيانها بدعوة جميع أطراف الصراع لوقف ممارساتها وانتهاكاتها لحقوق المدنيين اليمنيين. ودعت إلى تغليب مصلحة الأفراد على المصالح السياسية والشخصية والعمل على وقف أي عمليات أو حملات عسكرية.
كما شددت “سام” على أهمية دور المجتمع الدولي في الضغط على كافة الأطراف لإنهاء الصراع الدائر في اليمن. واقترحت المنظمة أن يتم الدعوة لمؤتمر دولي يشمل جميع الأطراف من أجل وضع خارطة طريق. في اطار العمل للخروج من الأزمة وإنهاء الحرب المستمرة وضمان توفير الحد الأدنى من المتطلبات الأساسية. عملا بما ينص عليه القانون الدولي وفي مقدمة ذلك حق الشعب اليمني في نظام ديمقراطي شامل يضمن له جميع حقوقه.