الأمم المتحدة: تزايد الاحتياجات الناجمة عن كارثة الفيضانات في أوكرانيا
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – أفادت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا، بتفاقم الآثار الناجمة عن الفيضانات الهائلة التي اجتاحت مناطق واسعة في أوكرانيا في أعقاب تدمير سد كاخوفكا في 6 حزيران/يونيو.
وأضافت دينيس براون قائلة: “تقع هذه البلدة على بعد خمسة كيلومترات عن خط المواجهة، وهي تتعرض لقصف يومي كان آخره يوم أمس”.
وتابعت: “والآن حدثت فيضانات هائلة بسبب تدمير السد نتيجة الحرب، اجتاحت الفيضانات في منتصف الليل، وجاءت بسرعة كبيرة، وتفاجأ الناس تماما”.
بلغت مستويات المياه ذروتها في مدينة خيرسون يوم أمس الخميس.
وعلى الرغم من انحسار مستويات المياه الآن، لكن من المتوقع أن تستمر الفيضانات لمدة أسبوع على الأقل، مما يترك المتضررين في حاجة ماسة إلى الماء والغذاء والنظافة والمواد الحيوية الأخرى.
وقالت براون: “تفيد التقديرات الأولية بتضرر 17 ألف شخص. هؤلاء هم الأشخاص الذين تمكنوا من الانتقال”.
وتابعت: “هناك أشخاص لم يتحركوا بعد (من المناطق المتأثرة)، وهناك أشخاص ربما لا يزالون على الضفة اليسرى للنهر، والتي لا تخضع مؤقتا لسيطرة أوكرانيا، ونحن نناقش كيفية الوصول إلى هؤلاء الناس”.
وأكدت المنسقة الأممية أن الأزمة لم تنته بعد بل هي تتطور.
ويكثف العاملون في المجال الإنساني أيضا جهودهم لدعم الوقاية من حوادث الألغام وغيرها من حوادث المتفجرات، وخاصة الألغام الأرضية التي تطفو في مياه الفيضانات.
وفي هذا الصدد، أجرت المنسقة الأممية محادثات مع النائبة الأولى لرئيس الوزراء الأوكراني يوليا سفيرينكو، المنسقة الحكومية المعنية بالألغام الأرضية.
وقالت براون إن المحادثات تركزت حول أهمية التواصل مع السكان للتوعية بمخاطر الألغام التي تحملها الفيضانات إلى مناطق مختلفة ومضت قائلة: “عندما تنحسر مياه الفيضانات، قد تظهر ألغام في أماكن لم تكن بها ألغام من قبل، مما يعني عدم وجود أي علامات تحذير، وهذا يمثل خطرا كبيرا”.
ولن يتسنى التعرف على مدى تأثير الكارثة الناجمة عن تدمير سد كاخوفكا إلا في الأسابيع المقبلة، مع استمرار تطور الوضع.
وبالإضافة إلى الاحتياجات الفورية الهائلة للسكان، أعربت براون أيضا عن مخاوفها بشأن الآثار طويلة المدى لتدمير السد.
وقالت إن المياه غمرت الأراضي الزراعية والمنازل والبنية التحتية، مشيرة إلى احتمالات تلوث البيئة.
وفقا لـ المنظمة الدولية للهجرة، اُضطر ما لا يقل عن 2,200 شخص إلى ترك منازلهم في مناطق إقليم خيرسونسكا الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، على الرغم من أن العدد الفعلي للنازحين قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
أما في المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية في إقليم خيرسونسكا، قُتل ما لا يقل عن 5 أشخاص، وأصيب أكثر من 40 آخرين، وفقا للسلطات التي عينتها روسيا.
وأفاد جيريمي لورنس، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بعدم قدرة المراقبين التابعين للمفوضية والفاعلين الإنسانيين من الوصول إلى الأراضي المحتلة.
وجدد دعوة الأمم المتحدة إلى روسيا للسماح بالوصول إلى الأراضي التي تحتلها، بهدف مساعدة الأطباء الذين عانوا من الكارثة الإنسانية الناجمة عن تدمير سد كارخوفكا.
ومنذ بدء الفيضانات الهائلة، تمكنت الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني- بالتعاون الوثيق مع السلطات المحلية- من الوصول إلى ما لا يقل عن 18 ألف شخص بالمساعدات المهمة، وخاصة الغذاء والمياه والمساعدات النقدية.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، شابيا مانتو إن الاحتياجات المتعلقة بالمياه والصرف الصحي والنظافة تعتبر من الأولويات.
حيث يفتقر مئات الآلاف إلى المياه الصالحة للشرب لأن الخزان كان مصدرا مهما للمياه في المناطق المحيطة وهناك أيضا مخاوف تتعلق بالصحة العامة من الملوثات بما في ذلك مياه الصرف الصحي.
وحذرت من مخاطر اختلاط الزيوت الثقيلة والمبيدات بمياه الفيضانات التي لا يتوقع أن تنحسر لعدة أيام أخرى، “لذا ستستمر العواقب الإنسانية الخطيرة لفترة طويلة بعد انحسار المياه”.
وأعرب العاملون في المجال الإنساني عن بالغ القلق بشأن المياه الراكدة في المناطق التي غمرتها الفيضانات، وحذروا من مخاطر الإصابة بالكوليرا والإسهالات.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية: “ننسق مع السلطات والشركاء لتحديد الاحتياجات والاستجابة لها في المناطق المتضررة من الفيضانات وتلك التي تستقبل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم”.
وأضافت: “لقد تمركزنا مسبقا وبدأنا في توصيل إمدادات الطوارئ للاستجابة للأشخاص الذين تم إجلاؤهم وكذلك المجتمعات المتضررة في خيرسون، وميكولايف، وأوديسا، ومناطق دنيبروف”.