بيان تضامني مع منصة “متصدقش” المصرية للصحافة المستقلة

الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – قامت قوات الأمن المصرية في 19 أغسطس/ آب 2023، وفي حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، بإلقاء القبض على الصحفي كريم أسعد، أحد أعضاء فريق تحرير منصة “متصدقش”.

حيث قامت قوات الأمن بمداهمة منزل أسعد في مدينة الشروق بالقاهرة، وقامت بالاعتداء البدني واللفظي عليه وعلى زوجته، في أثناء مداهمة المنزل.

كما تعرضا للتهديد بإيذاء طفلهما البالغ من العمر عامين ونصف، كذلك أجبروا أسعد على الدخول إلى حساب المنصة على موقع فيسبوك وحذف منشورين من الصفحة.

وضبطت قوات الأمن جميع الهواتف وأجهزة الكمبيوتر الموجودة بالمنزل، فضلًا عن قطع من المجوهرات ومبلغ 8000 جنيهًا مصريًا.

تعرض أسعد لإخفاء قسري في مكان احتجاز غير معلوم، ولم يُسمح له بمقابلة محاميه من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.

وفي مساء يوم 20 أغسطس/آب، في حدود الساعة العاشرة مساءً، نال أسعد حريته بعد أن أفرجت عنه السلطات الأمنية.

أدانت منظمات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام والصحافة المستقلة، والأفراد، استهداف أجهزة الأمن المصرية لمنصة “متصدقش” الصحفية المستقلة المتخصصة في التحقق الإخباري.

تأتي هذه الواقعة بعد الاستهداف المتصاعد لفريق “متصدقش”، خاصة بعد تغطيتهم لقصة صحفية تتعلق بطائرة خاصة بدأت رحلتها من مصر وتم إيقافها في زامبيا.

كان على متن الطائرة 507 مليون دولارًا أمريكيًا و127 كيلو جرامًا من سبائك الذهب.

بعد انتشار الأخبار حول الطائرة، نشرت “متصدقش” عددًا من الموضوعات للتحقق من صحة الأخبار والمعلومات الرائجة.

ونشرت المنصة التحقق من هوية المصريين الذين تم اعتقالهم من على متن الطائرة، والذين من بينهم تجار ذهب، ومسؤولين أمنيين سابقين وحاليين.

كشف المنشوران اللذان حُذفا من قبل الأمن المصري، عن هوية شخصين من الأشخاص الستة المحتجزين في زامبيا، حيث أفاد المنشوران أن أحدهما ضابط شرطة سابق والآخر ضابط قوات مسلحة سابق.

وكانت منصة “متصدقش” تعرضت لحملة تشويه شرسة، خلال الأشهر القليلة الماضية، إلى جانب دعاوى قضائية ضد المنصة وفريق العمل.

تأسست منصة “متصدقش” في عام 2018، من قبل الصحفي المصري الراحل محمد أبو الغيط، خلال فترة إقامته في لندن.

وتضم المنصة مجموعة من الصحفيين المصريين الذين يهتمون بمكافحة “الأخبار الزائفة والمضللة”، والتحقق من البيانات والتصريحات الصادرة من المسؤولين الحكوميين، إلى جانب العاملين بوسائل الإعلام والصحافة والشخصيات العامة.

وتهتم المنصة بإنتاج تقارير معمّقة وتحقيقات صحفية تعتمد على المصادر المفتوحة، ويعتبر كريم أسعد، أحد أعضاء فريق “متصدقش”، وقد تخرج من كلية الإعلام بجامعة الأزهر، ومارس مهنة الصحافة لما يقارب العشر سنوات.

على الرغم من أننا الإمتنان لحصول كريم أسعد على حريته المستحقة، وتقدير المجهودات التي بذلها بعض الأشخاص من أجل إطلاق سراحه في وقت سريع، لكن يجب اغتنام هذه الواقعة لدعوة السلطات المصرية إلى التوقف عن أي مضايقات أمنية أو ملاحقات قضائية أو استهداف متعمد لمنصة متصدقش وفريقها من الصحفيين.

كما دعت المنظمات الحقوقية السلطات المصرية إلى التوقف عن استهداف وسائل الإعلام المستقلة ومنصات التحقق الإخباري بشكل عام، ونجدد الدعوة بضرورة الإفراج الفوري عن جميع الصحفيين الذين ما زالوا رهن الاعتقال.

وأشارت المنظمات الحقوقية إلى أن فشل السلطات المصرية في السماح للأفراد بممارسة حقهم المشروع في حرية التعبير وحرية تداول المعلومات، إنما هو دلالة على عدم التزام السلطات المصرية بالحوار وباحترام مبادئ حقوق الإنسان.

وأكدت المنمات أن هذه الاستهدافات الأمنية تقوض فرص الصحافة المستقلة في النهوض والاستمرار.

قد يعجبك ايضا