فيلم وثائقي جديد يسلط الضوء على محنة الجنود الأطفال الأيزيديين الذين نجوا من داعش
الشبكة العربية لمعلومات وأحداث حقوق الإنسان – أصدرت منظمة العفو الدولية وشركة فات رات للأفلام Fat Rat Films فيلماً وثائقياً جديداً يسلط الضوء على الجنود الأطفال الأيزيديون السابقون الذين نجوا من الاختطاف على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
الفيلم يحمل عنوان أسرى على الخطوط الأمامية: جنود أطفال أيزيديون سابقون نجوا من تنظيم “الدولة الإسلامية”. تبلغ مدته 12 دقيقة، يستطلع الصداقة بين شابان اختطفهما تنظيم “الدولة الإسلامية”، عندما كانا صبيان في عام 2014.
وتم تلقينهما أفكار وعقيدة الجماعة المسلحة، وأُجبرا على القتال. وكلاهما هرب ويعيشان الآن في شمال العراق، حيث تم تصوير الفيلم الوثائقي العام الماضي.
وقالت “نيكوليت والدمان”، الباحثة منظمة العفو الدولية: “يعكس هذا الفيلم التحديات التي لا يزال يواجهها الأطفال الجنود الأيزيديون السابقون. وكذلك الصداقات التي توطدت في أصعب الظروف”.
وأضافت “والدمان”: “يتم وصم الجنود الأطفال السابقين بشكل معتاد. مما يعني أن محنتهم المروعة كثيراً ما تظل خارج دائرة الضوء من خلال سرد قصصهما بشجاعة، وبكل صراحة”.
وقالت “والدمان” أيضاً: “ساعد الشابان في تسليط الضوء على الصراعات التي لا تزال قائمة بالنسبة للجنود الأطفال الأيزيديين السابقين اليوم. فالعديد من هؤلاء الشباب، الذين عانوا من صدمة لا يمكن تخيلها، لا يزالون يعانون من حالات صحية بدنية ونفسية خطيرة”.
واستطردت “والدمان” قائلة: “حتى الآن، لم يتلق العديد من الضحايا الأيزيديين الدعم الكافي لصحتهم البدنية أو صحتهم النفسية أو تعليمهم. في الواقع، لم يتلق الكثير منهم أي دعم من أي نوع منذ عودتهم إلى مجتمعاتهم”.
وأكدت “والدمان” على أنه: “يجب على السلطات العراقية، وشركائها الدوليين، والأمم المتحدة، ضمان إمكانية حصول الجنود الأطفال الأيزيديين السابقين، بشكل كامل، على التعويضات والمساعدات التي هي من حقهم بموجب “قانون الناجيات الأيزيديات” في العراق (2021)”.
وأكدت أيضاً: “ويجب عليها أيضاً العمل معاً لوضع خطة عمل وطنية تنص على إعادة دمج جميع الجنود الأطفال الحاليين والسابقين في العراق، بما في ذلك الفتيان والشبان الأيزيديون، في المجتمع وتزويدهم بدعم منسق ومتخصص، وطويل الأمد”.
وتم إنتاج الفيلم الوثائقي بالتعاون مع شركة فات رات لإنتاج الأفلام الوثائقية. وهي شركة حائزة على جوائز، وسيكون متوفراً هنا قبيل اليوم العالمي لمكافحة تجنيد الأطفال، الموافق يوم السبت 12 فبراير/شباط.
ارتكب تنظيم “الدولة الإسلامية” بين عامي 2014 و2017 جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية. وارتكب التنظيم ما تصفه الأمم المتحدة بالإبادة الجماعية ضد المجتمع الأيزيدي في العراق.
في يوليو/تموز 2020، نشرت منظمة العفو الدولية تقريراً وثق كيف أن الأطفال الأيزيديين الذين عادوا إلى عائلاتهم، بعد أن أسرهم تنظيم “الدولة الإسلامية”، يواجهون أزمة صحية بدنية ونفسية.
وتناول التقرير الحاجة الملحة لوضع حد للفصل القسري للنساء الأيزيديات عن أطفالهن الذين وُلدوا نتيجة العنف الجنسي الذي مارسه أفراد تنظيم “الدولة الإسلامية”. ويحمل التقرير عنوان “إرث الإرهاب: محنة الأطفال الأيزيديين ضحايا تنظيم “الدولة الإسلامية””.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، رحبت منظمة العفو الدولية باللوائح الجديدة التي أقرها البرلمان العراقي لتنفيذ “قانون الناجيات الإيزيديات”. لكن حذرت من أن المزيد من العمل لا يزال مطلوباً من أجل تقديم المساعدة الكاملة لضحايا الفظائع التي ارتكبها تنظيم “الدولة الإسلامية”.